الشباب يقود التنمية

 

مدرين المكتومية

"إنَّ الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومُستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق".. كلمات مُضيئة من النطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تعكس مدى الرعاية السامية من لدن جلالته لجموع الشباب في هذا الوطن العزيز.

ومن هذا المنطلق على كل شاب وشابة في هذا الوطن أن يؤمن بأنه يحظى برعاية سامية في جميع المجالات وهذا ما تحقق خلال الفترات الأخيرة، فخلال ترؤس جلالة السلطان المفدى- أيده الله- لاجتماع مجلس الوزراء الأخير، جاءت التأكيدات السامية على أهمية إيجاد آليات وقنوات اتصال مع الشباب من خلال أصحاب المعالي والسعادة المحافظين من خلال عقد لقاءات مع الشباب لمناقشتهم والاستماع إلى آرائهم وتطلعاتهم والتعرف على كل ما يمكنهم من أداء أدوارهم ومهامهم في مسيرة التنمية الشاملة.

لذلك على الشباب اليوم أن يكونوا أكثر وعيًا بالقضايا الملحة، وأن يبتعدوا عن المهاترات والمناقشات غير المجدية، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يركزوا على القضايا المفصلية في حياتنا، ولا أجد قضايا أكثر إلحاحًا الآن في وطننا عن العمل والإنتاج، كي يساهم كل فرد في هذا المجتمع- وخاصة الشباب- في مسيرة التعافي الاقتصادي من التحديات والأزمات التي مرت بعُمان والعالم خلال السنتين الماضيتين، خاصة وأن المستقبل يشير إلى احتمال تعرض العالم لأزمات اقتصادية أو ظواهر طبيعية وربما أيضا جوائح صحية مستقبلية.. ولذلك علينا أن نعمل بكل جد واجتهاد من أجل مساعدة الوطن على التعافي وقيادته نحو مصاف الدول المتقدمة، كما تطمح رؤية "عمان 2040".

ومن حق الشباب أن يفخر كذلك بما يُقدم لهم من دعم من صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هیثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب من خلال الخطوات والإجراءات التي تتخذها الوزارة من أجل تحفيز الشباب، ومنها جائزة الإجادة الشبابية التي تعد بمثابة الحافز والدافع للشباب للاستمرار في العمل والإنتاج بأعلى جودة وكفاءة.. ومع إعلان الفائزين بالنسخة الثانية من هذه الجائزة المرموقة، يتضح للجميع حجم إبداعات الشباب وإمكانياتهم الكبيرة. ولذلك نقول لكل شاب ولكل مسؤول: إن شباب عمان قادرون على صناعة الفارق لكن هم فقط يحتاجون إلى الدعم ومن يستمع لصوتهم، لأن سياسة التجاهل أو عدم الاهتمام أو التقليل من رأي الشباب، لن تفيد الوطن؛ بل ستفضي إلى نتائج غير مرغوبة، وهذا ما لانتمناه وهذا ما يرفضه صاحب الجلالة- أعزه الله- ودليلي في ذلك الأوامر السامية بفتح قنوات التواصل مع الشباب، وعلى الشباب أن ينتهزوا الفرصة الآن.

إنني أوجه حديثًا خاصًا للشباب من رواد الأعمال، بأن يعملوا على الاستفادة من الفرص المتاحة في المناطق الاقتصادية والمناطق الصناعية والمناطق الحرة، وأن يسبروا أغوار ريادة الأعمال ويستفيدوا من التمويل المقدم من العديد من المؤسسات التمويلية بنسب فائدة معقولة.. ولقد شاهدنا كم نجحت المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يقودها الشباب بأنفسهم دون الاستعانة بآخرين ولذلك كل الأمل أن يواصل الشباب هذا الجهد.

والدور الوطني للشباب ينقسم إلى نوعين، تطوعي وإلزامي، أما الجانب التطوعي قد تجلى في الملحمة الوطنية الأخيرة أثناء وبعد الأنواء المناخية التي ساهم فيها كل أبناء الوطن بكافة قطاعاته وأطيافه لمد يد العون والمساعدة، فمن لم يستطع بماله فقد ساعد بيديه، ومن لم يستطع بيديه فقد ساهم في رسائله وصوته، تلك الملحمة كانت نتاج الإحساس بالمسؤولية الوطنية والإنسانية بين أفراد المجتمع.

أما الجزء الإلزامي، فهو ذلك الواجب الوطني الذي يفرض على كل شاب وفتاة أن يساهم في نهضة هذا الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وضمان حماية مكتسباته التي تحققت على مدى عقود النهضة الحديثة.

وختامًا.. نُوجه التهنئة لكل شاب ولكل فتاة يعيشون على تراب هذا الوطن الطاهر، وأقول لهم أن اعملوا فإنَّ العمل هو الذي سيبقى وإنجازات الحاضر هي التي ستبني المستقبل، بسواعدكم وحسب.

الأكثر قراءة