إنارة الطرق.. من ينشؤها ومن يطفؤها!

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

لطالما ارتبط النور والضياء والإشراق بجمال الكون وصفو الحياة، وعندما هلّ فجر التطوُّر في الوطن كان الأمل بحياة أفضل توأمًا لكل ما هو جديد وجميل؛ بل كان تحقيقًا لكل الأماني التي حلم بها شعب عُمان وبفضل من الخالق- عزَّ وجلَ- تحقق كل ذلك؛ بل إن واقع عُمان اليوم أصبح الأجمل في داخلها وبين الأمم.

إنَّ الذي لا يقدّر ما يمر به العالم من منعطفات تاريخية وأن أي دولة فيه لن تكون بمعزلٍ عنه قد يكون مجانباً للصواب، ونعم إننا جميعًا نُقدّر وبكل المسؤولية توجُّه الوطن الحميد وخاصةً في الجانب الاقتصادي، ومع ذلك فإنَّ أمنيتي في جانب السياسة العامة للإنارة أن تُراجع؛ بل تطبيق الحزم والمراقبة والمساءلة وإتاحة الفرصة لأصحاب الأفكار الإيجابية أن يقدموا رؤيتهم، وأن يُستمع إليهم، وليس فقط من جهة وزارية مختصة، حتى لو أنها قد تنظر إلى الأمر باعتباره تدخلًا أو انتقادًا؛ ولذلك فإنَّ جهات أعلى يجب أن يكون لها كلمة الفصل في هذا الجانب، وفي أقرب وقت ممكن؛ نظراً لأن طرق عُمان وتضاريسها وتواجد الثروة الحيوانية الغالية ومنها الجمال، وكذلك بُعد أماكن العمل ومصالح المواطن بشكل عام، تمثل حالة خاصة، علينا ألا نقارن أنفسنا مقارنةً منتقاة ببعض دول العالم.

في ازدواجية الطريق قيد الإنشاء بين هيما وأدم، تتواصل أعمال دؤوبة لمد كابلات عملاقة، كما يبدو، وأعمال قيد التنفيذ لمشروع إنارة الطريق، وهذا تحديدًا عمل رائع ومطلوب ومهم، لكن عندما يُنظر للموضوع من زوايا أخرى، فإنَّ سياسة الإنارة للطرق يوجد بها تحديد، ومنها ما كان يعمل وتم إغلاقه، وهنا اضرب مثلًا مهمًا جدًا بجزء من طريق "نزوى- عبري"، وتحديداً بين بهلا والبويضاء، وكانت أمنيتي ان يُعنى واحدٌ من المعنيين بهذا الأمر ويقود سيارته ليلاً ومعه أسرته ويرى ماذا تعني خطورة إغلاق الإضاءة في تلك المنطقة تحديداً! وأتمنى أن يرى بأمِّ عينه كم هي مُفاجأة عبور جملٍ أمام مركبته وكم هو الفارق الصحيح في قيمة الإنسان وفاتورة إضاءة تلك المساحة التي لا تصل إلى 50 كيلومترا..

السؤال لأصحاب القرار أن هناك مشاريع إضاءة قيد الإنشاء لا نعلم عن قيمتها، وهنالك مشاريع جاهزة بالفعل دُفع لها الملايين من الريالات، وهي مغلقة اليوم، فما الرسالة التي يقرأها أي مدقق ومتابع ومعني بالأمر في هذه الجوانب؟! أم أن هناك تضارب في المصالح بين جهة قادرة على دفع الملايين للإنشاء تستفيد منها الشركات المنفّذة، وجهة أخرى معنية بدفع الفواتير؛ وهي غير قادرة على ذلك أم أن المنطق يقول إن الوطن والمواطن هو من يدفع في النهاية كل ذلك. والسؤال الأهم والذي أردت أن يشارك فيه كل مُفكر ومطلع ومهتم في هذه الجوانب الحيوية: هل إغلاق الإنارة المجهزة للعمل بالكهرباء واستخدام الطاقة الشمسية أو أي تقنية حديثة تساير الزمن، أوفر للوطن اقتصاديًا؟ وهل هو أكثر توفيراً إذا لم يتم مد أي كابل كهربائي أصلاً، وفي المُقابل نرفع فقط الأعمدة ونستخدم الطاقة الشمسية خاصة على الطرق تحت الإنشاء، ومن ثم توفير فاتورة الكهرباء وقيمة الحفر وقيمة محولات الكهرباء وقيمة الكابلات العملاقة.. فأين العقول المفكرة والمصلحة العامة وللجميع؟!