رسالة إلى السيدة الجليلة

 

 

مدرين المكتومية

في هذا اليوم الأغر الميمون، اليوم الذي تشرق فيه شمس الوطن على كل نساء عُمان، اليوم الذي خصصه المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ليكون يومًا احتفاليًا واحتفائيًا بكل امرأة عُمانية، تقديرًا وتكريمًا لكل جهودها التي تبذلها من أجل هذا الوطن ومن أجل أن تستمر مسيرة العطاء.

إن هذا اليوم ليس كمثل بقية الأيام، ليس فقط في مناسبته، ولكن في المعاني التي يعكسها هذا اليوم، فالمرأة عنوان لمعاني العطاء والرخاء والنمو، المرأة هي مفتاح الحياة، هي جوهر هذا الوجود.. المرأة شريكة الرجل في الكون، أكرمها الله بهذه المهمة لتكون شريكة له منذ أن خلق الله آدم حتى تقوم الساعة، هي رمز العطاء والنماء والخير، وإنني في هذا اليوم الاستثنائي أوجه رسالة خاصة إلى سيدة عمان الأولى السيدة الجليلة حرم حضرة صاحب الجلالة السلطان المُعظم- حفظهما الله ورعاهما، رسالة أرفع من خلالها إلى مقامها الرفيع أسمى التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة هذا اليوم العزيز، نهنئ السيدة الجليلة ونسأل الله لها أن ترافقها السعادة والفرحة دائمًا، وأن تظل هي الفيض المتدفق لمشاعر الأمومة؛ فهي ليست فقط سيدة عمان الأولى، بل هي أم عُمان، أم لكل مواطن يعيش على هذه الأرض، وأم رؤوم لنساء الوطن، فهنَّ في فؤادها دائمًا، ولا يغبن عن أفكارها مهما زادت المشاغل.

لقد أطلقت السيدة الجليلة في كلمتها التي ألقتها في احتفال يوم المرأة العُمانية العام الماضي، وصفًا ما أبدعه، عندما اعتبرت نساء عُمان "رياحين العطاء"، وهو ما يعكس رؤيتها العميقة لدور المرأة التنموي على كافة الأصعدة، وما تقدمه من تفانٍ في العمل الذي يوكل إليها، تلك الرياحين التي ذكرتها لم تكن فقط كلمة لتمر مرور الكرام، وإنما كانت تحمل الكثير من المعاني التي قد يفهمها الشخص عند سماعها، فالمرأة مهما كانت وأينما كانت وفي أي موقع وميدان تظل امرأة بكل ما تحمل الكلمة من معاني جميلة، ولكنها في المقام نفسه ملهمة ومعطاءة ومتفانية برغم كل ما قد يحيط بها من تحديات، وقد أثبتت على مر الزمن وفي أي موقع أنها قادرة على أن تكون ناجحة وقيادية، وها نحن في كل عام نرى الكثير من النساء يتقلدن الكثير من المواقع وهي ثقة فيما تقدمه المرأة وثناء على قدرتها في العطاء والبذل يدا بيد مع الرجل لمواصلة مسيرة التنمية.

وأوجهُ عبر مقالي هذا، رسالة تحية وإجلال لدور المرأة المتطوعة في شتى المواقف، وآخرها في الأنواء المناخية "شاهين"؛ حيث سطّرت المرأة دورًا أصيلًا في هذه الملحمة الوطنية إلى جانب أخيها الرجل؛ بل وكانت مثالا يحتذى به..

إن تلك الملحمة، وغيرها من المواقف النبيلة التي قادتها نساء عمان بكل افتخار على طول التاريخ الإنساني الممتد، وحتى يومنا هذا ليس سوى تقدير للثقة التي مُنحت لها على مر العصور والأزمان، وها هي الآن تواصل العطاء مؤمنة إيمانًا لا ريب فيه، أنها تلقى كل الدعم والتشجيع من سيد عُمان وسيدة عُمان.. فشكرًا لكل وردة نشرت عبيرها في أنحاء الكون، وشكرًا لكل زهرة عُمانية تفتحت من أجل أن يحظى الآخرون بجميل عطرها، وشكرًا لكل ينبوع عطاء يتدفق لصالح المجتمع، وشكرًا للإسهامات التي لا تتوقف ولا تنقطع.. شكرًا للمرأة العمانية، وهينئًا لها الاحتفال بيومها، ودامت عُمان ونساؤها في سعادة وحب وعطاء لا ينضب.