"شاهين".. قصة تلاحم

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

لقد قدّر الله تعالى أن يكون للحالة المدارية شاهين موطئ قدمٍ في بلادنا الغالية عُمان أثناء عبورهِ من البحر لليابسة، ولم يكن مروره مرور الكرام بل خلّف وراءهُ أضرارًا جسيمة على البشر والمنازل والممتلكات وعلى البنية التحتية تعرضت لها بعض ولايات محافظات شمال وجنوب الباطنة.

في الحقيقة وبالرغم من حجم الأضرار الهائلة التي خلّفها شاهين، إلا أنه أعاد الروح للجسد العُماني بعد أن كان لجائحة كورونا (كوفيد 19) رأي آخر؛ حيث التباعد الجسدي وإيقاف كافة مظاهر الاحتفالات والتجمعات الأهلية والرسمية، فلقد هبّت عـُمان لنجدة عُمان من مسندم حتى ظفار وشهدت الباطنة توافد قوافل جموع المتطوعين الغفيرة من أبناء عُمان وأبناء بعض الجاليات المُقيمة على أرضها مسطرين بذلك أروع شكلٍ للحمةِ الوطنية ملبيين نداء الواجب في أروع صور الوطنية والانتماء حاملين عُمان في قلوبهم، قدِموا وحطّوا رحالهم في تجمعاتٍ مُنظمة بمختلف الأماكن المتضررة في مشهدٍ مهيب أعاد الدم للعروق ودبّت الحياة على الأرض التي عصفت بها الحالة المدارية شاهين، حيث الجميع  في الميدان يعملون بكل ودٍ وتفانٍ لأجل تقديم الدعم والقيام بإزالة المشوهات وتنظيف المنازل المتضررة والطرقات والممرات وتوزيع المواد الغذائية والمؤن على المتضررين.

من جانب آخر، فإن الشركات والمؤسسات وأهل الخير سارعوا من جانبهم في تقديم التبرعات النقدية والعينية التي بلا شك ستساهم في تعويض المتضررين وتخفيف معاناتهم، وإن كان الخطب جلل إلا أن قصة التلاحم التي يُسطرها أبناء عُمان الأوفياء عند كل معضلة تـُخفف من وطأة ومعاناة الأهالي والمتضررين وتمسح على جبين أهالي الضحايا وتؤكد بأن عـُمان من أقصاها إلى أقصاها رجالاً ونساءً على قلب رجل واحد.

هكذا هم أبناء عُمان ومهما كتبنا فيهم من الأوصاف والخصال الحميدة لن نوفيهم حقهم إنهم آمنوا بهذه الأرض وأخلصوا النية لله والوطن والسلطان.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة