خالد بن أحمد الأغبري
عندما تجتمع الأخوة والصداقة وزمالة العمل في لقاء الذكريات وأطروحات المشاعر البينية والحديث عن الزيارات الميدانية والاجتماعات الدورية والتنظيمية بين أروقة العمل والتي تفضي في مجملها إلى الحوار المباشر وتبادل الآراء وتبادل وجهات النظر؛ من أجل خدمة الناس والوقوف على مطالبهم ودراستها بما يؤدي في المقابل إلى نجاح شامل ونهج راسخ لبناء مجتمع تسوده المحبة والوئام ويقوي عزيمته الإخلاص والهمة.
وعندما تلتقي الأفكار وتتوحد المساعي وتبرز الجهود في صورة متكاملة ومتفاعلة من خلال فريق عمل متجانس في رؤيته ونظرته وأهدافه فهذا الأمر يشكل خطوات إيجابية يرصدها المجتمع ويقدر نتائجها ومعدلات نموها متلقي الخدمة الذي يعيش تلك الأحداث والمستجدات أولاً بأول من خلال ما ترسمه الحياة المُتجددة بنبضات أبناء الوطن وسواعدهم الفتية.
هكذا كان سجل أخواني بمكتب وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، عندما كنَّا نبحث بين أروقة الوزارة نبحث ونتابع معاملات المراجعين من مكتب إلى مكتب ومن زاوية إلى أخرى من أجل اختصار الوقت وتبسيط الإجراءات كما كانت لزياراتنا الميدانية للولايات والمناطق المختلفة لمعاينة المواقع على الطبيعة استفادة ملموسة ونتائج غير عادية منحتنا الكثير من التجارب الإيجابية والخبرة الواسعة ورغم أننا كنَّا نواجه الكثير من العقبات والتحديات التي تحبط الهمم نتيجة تباين وجهات النظر والمواقف التي تعترضنا آنذاك لكنه بفضل الله وبتعاون جميع القطاعات بالوزارة تغلبنا عليها من خلال كسر الحواجز وتخطي تلك العقبات وإيجاد مسارات واضحة للخروج من ضيق الروتين الذي يُحاصر محطات العمل الإداري إلى الأفق الواسع الذي تبلوره تلك الهمم العالية وتترجمه النوايا الصادقة والمساعي الحميدة عبر المنظومة الإنسانية المتجانسة المتفاعلة التي تؤدي دورها بأيد مخلصة وعقيدة ثابتة ونظرة شاملة.
فذكرياتنا مع خدمات المراجعين بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تتميز بالمبادرات الخلاقة والجهود الطيبة والتعاون البناء، وهي سمات يحق لنا أن نفخر بها وتظل في ذاكرتنا لكي تبعث فينا روح الأمل للعطاء المتجدد، حتى وإن كنَّا تركنا طاولة العمل ببلوغ سن التقاعد، لكن هذا لا يعني أن نضع أنفسنا في خانة المهملات، أو أن نطمر أنفسنا بين زوايا البيت دون حراك فأبواب الحياة مفتوحة على مصراعيها وهي تستقبل مُساهمات المواطنين من أجل خدمة مجتمعهم ووطنهم دون ترفع.
يكفي شرفًا أن نرى تلكم الملحمة الوطنية الفريدة من نوعها والمتمثلة في المواقف المشرفة التي أبدعتها جهود المواطنين المخلصين لمواجهة آثار إعصار شاهين الذي حل ضيفاً ثقيلا على المجتمع العماني وخلَّف هذه المأساة العميقة التي ألقت بحملها الثقيل على مقدرات وسواعد أبناء الوطن والذين أظهروا تماسكهم ووحدتهم وقدرتهم عل تجاوز مثل هذه المحن والكوارث بما يُجسد كريم خصالهم وأصالتهم التي لا تقبل المساومة.
فتحية لهم وبارك الله في جهودهم ومساعيهم ووفقهم وسدَّد خطاهم لما فيه خير البلاد والعباد، وأمدهم الله بعونه، وأدامهم في حفظه تعالى ورعايته.