الهشامي لـ"الرؤية": تقدم كبير للغاية في جهود إعادة الحياة لطبيعتها في السويق والخابورة.. وتكاتف مختلف أبناء عُمان سر النجاح

الرؤية- مدرين المكتومية

قال الرائد محمد بن سلام الهشامي المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة إن الأضرار الناجمة عن الحالة المدارية "شاهين" التي عصفت بالسلطنة، "كبيرة جدا وغير متوقعة"، لا سيّما في مُحافظتي جنوب وشمال الباطنة، وتحديدًا ولايتي السويق والخابورة.

وأضاف الهشامي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن هاتين الولايتين لحقت بهما أضرار كبيرة للغاية، وخصوصا فيما يتعلق بالخدمات الأساسية والمنازل؛ حيث غمرت المياه مساحات شاسعة من الأراضي في الولايتين. وأوضح الهشامي أن هطول الأمطار الغزيرة وهبوب الرياح الشديدة مع ارتفاع موج البحر، تسبب في غمر هذه الأراضي بالمياه بمناسيب "عالية جدًا"، ما أدى إلى دخول المياه إلى المنازل وإتلاف معظم الممتلكات.

وقال الهشامي إن مختلف الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والطرق عادت بنسب كبيرة، مع استمرار الجهود لإعادة الخدمات لجميع المناطق المتأثرة. وأضاف أن نسبة الإنجاز في الخدمات الأساسية للولايات المتأثرة في شمال الباطنة بلغت 87% للكهرباء، و99% للمياه، و96% للاتصالات، و99% للوقود، كما بلغت نسبة الإنجاز في الطرق الأسفلتية 89% و57% في الطرق الترابية، و40% في إدارة النفايات. وأضاف أنه فيما يتعلق بمحافظة جنوب الباطنة، وصلت نسبة الإنجاز في خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والوقود والطرق وإدارة النفايات 99% في  جميعها.

وبين أن المسؤولين في قطاع الكهرباء يعكفون على تنفيذ الجهود اللازمة لإعادة التيار الكهربائي مع ضمان الأمن والسلامة للجميع، وتوقع الهشامي عودة التيار الكهربائي خلال الأيام القليلة المقبلة بنسبة 100%.

وثمن المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة مشاهد اللُحمة الوطنية التي سطرها أبناء عمان الأوفياء في كل الجوانب، ليس فقط في تنظيف الطرق أو إزالة المعوقات أو مساعدة الأهالي في تنظيف وغسل منازلهم من الداخل؛ بل تعدى الأمر إلى أن هناك قوافل سُيِّرت من مختلف المحافظات، تحمل شتى أنواع المؤن الغذائية ومواد الإعاشة مثل الفرش والأغطية والوسائد، وغيرها من الأدوات التي تساعد على استعادة الحياة اليومية. وأشار الهشامي إلى التبرعات والإمدادات من المعونات والمواد الكهربائية والصحية ومواد البناء من أعداد كبيرة من المتبرعين، لافتًا إلى أن قطاع الإيواء والإغاثة يعمل على توزيعها عبر الهيئة العمانية للأعمال الخيرية.

وأوضح أن هذه الجهود البناءة ساهمت في تسريع وتيرة إعادة الحياة إلى طبيعتها، وقادت مرحلة التعافي لمستويات متقدمة للغاية، لافتاً إلى أن الكثير من العمل أُنجز داخل المنازل، وتم إزالة الكثير من العوائق؛ سواء كانت أشجار أو مخلفات أخرى. وبارك الهشامي جهود الآلاف من المتطوعين والمتطوعات الذين توافدوا إلى محافظة شمال الباطنة لتقديم يد العون والمساعدة ومؤازرة إخوانهم وأهاليهم في ولايات شمال الباطنة.

وأوضح أنه تم تجهيز 6 مدارس تقريبًا في ولايات المصنعة والسويق والخابورة وصحم لاستقبال وفود المتطوعين، وجرى توزيعهم على المناطق المتأثرة، تحت إدارة المجلس البلدي في كل ولاية. وزاد قائلًا إنه تم توزيع المتطوعين إلى فرق مع مشرفين تولوا مسألة توجيه المتطوعين للعمل، في تنظيف الطرق والمساجد والمحلات التجارية والمباني السكنية، وتقديم المعونات الغذائية وغير الغذائية.

وذكر الهشامي أن قوات السلطان المسلحة رفدت الولايتين بما يقارب 2500 فرد من مختلف الأسلحة بقوات السلطان المسلحة، والذين كانوا يدًا بيد مع زملائهم في القطاعات المدنية والمتطوعين الذين بذلوا أدوارًا كبيرة ومتواصلة، لتقليل الآثار التي ترتبت عن هذه الأنواء المناخية. وأضاف أن شرطة عمان السلطانية بدأت في وضع خطة مسبقة مع اللجنة الفرعية لإدارة الحالات الطارئة في محافظة شمال الباطنة وبالتنسيق مع بلديات المحافظة؛ لرفد المحافظة بكوادر بشرية من وحدات المهام الخاصة وأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة والتشكيلات الأخرى، بما يضمن استدامة العمل في ولايتي السويق والخابورة.

وأكد الهشامي أن هناك منظومة وطنية متكاملة تمضي وفق خطط واضحة وآليات عمل محكمة من أجل عودة الأوضاع إلى طبيعتها، مشيرا إلى أن كبار المسؤولين والقادة الميدانيين ومن هم في الصفوف الأولى ورؤساء القطاعات يعملون بأسرع وتيرة لتحقيق الأهداف المبتغاة.

واختتم الهشامي تصريحاته الخاصة لـ"الرؤية"، قائلاً إن عمان تكاتفت جميعها؛ صغيرها وكبيرها، وأبرزت للعالم أن المواطن العماني قادر على قهر كل الصعاب، وأن الملحمة الوطنية التي سطرها العمانيون- وما زالوا- انعكاسٌ لأخلاقهم وتقاليدهم الأصيلة الراسخة، وما جبِلوا عليه وما عهد منهم وعليهم. ووجه الهشامي الشكر إلى كل من ساهم في هذه الملحمة، ولكل من تبرع ولكل من قدَّم ماله وجهده ووقته ونفسه من أجل الحفاظ على هذه الأرض الطيبة.

تعليق عبر الفيس بوك