ملحمة وطن

 

بأمان الله.. انتهتْ تأثيرات الحالة المدارية الأقسى "شاهين"، انتهتْ كاشفةً جوهرَ معدن اللُّحمة الوطنية الأصيل، والترابط المجتمعي المتكامل، والجاهزية العالية لكافة جهات ومؤسسات الدولة، مسترشدة بتوجيهات سديدة سامية من لدن جلالة السلطان المعظم، وجهودٍ نوعيةٍ للجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة والأجهزة العاملة تحت مظلتها، مهَّدت أمام الجميع مسارات التعامل الحصيف مع الأزمة، فاضطلعوا بمسؤولياتهم على الوجه الأكمل، مُستظلين بتلاحمهم لحفظ حياة الإنسان، وصون مُقدرات عُمان.

وبقدر ما حملته عَين الإعصار وجداره من فُرصِ سُقيا خير ونزول أمطار وامتلاء سدود، حملت كذلك جانبًا من الأحداث المُرهقة، في ثنائية تفتح من جديد المجال أمام نافذة تأمُّل لقراءة المشهد الوطني، بما حفل به من استشعار عالٍ لعظمة الموقف؛ فكما تشارك الجميع المخاوف، يتشاركون اليوم جهود إزالة التَّداعيات، وتخفيف وطأة الأحداث عن المتضريين، بعدما رسَّخوا معاييرَ جديدة لفقه التعامل مع مثل هذه الحالات، وفهم نتائج الالتزام والتقيد بالإجراءات، والتعاطي مع الأوضاع بمزيد من التريث والوعي باتباع التعليمات، في مشهدٍ زيَّنته جهود عمليات الإسعاف والإنقاذ والإغاثة والإيواء.

واليوم.. وبانتهاء تأثيرات "شاهين" وانجلائه على البلاد، تبدأ إبرة البوصلة في الاتجاه نحو "العمل معًا" لإعادة إشراقة المدن والولايات التي تعرَّضت للتأثيرات؛ ليعود إليها بهاؤها وتعود معها الأمور إلى نصابها.

 

حفظ الله عُمان وجلالة السلطان.. ومن يحيا على ثراها الطيب في كل مكان وزمان

تعليق عبر الفيس بوك