ناصر بن حمد العبري
بداية نتوجه بعظيم الشكر والتقدير لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على متابعته الحثيثة عن كثب للحالة المدارية والتوجيهات السامية بتوفير كافة المستلزمات وأماكن الإيواء، كما أوجه كلمة شكر لرجال شرطة عُمان السلطانية في المحافظات على جهودهم الجبارة في التعامل مع التوجيه وإرشاد المواطنين والمقيمين، وهنا أتحدث ليس لأنني شاهد على العصر فحسب؛ بل إنني شاهد على العصر وأعاصيره.
فقد شهدت السلطنة خلال الأربعة عشرة سنة الماضية أنواء متغايرة عن ذي قبل حيث حملت تلك الأنواء ثلاثة أعاصير يتذكرها من عايشها كان أولها إعصار جونو في العام 2007 وبعده بثلاثة أعوام إعصار "فيت" في العام 2010، ومن ثم إعصار "مكونو" والذي ضرب سواحل ظفار في العام 2018، وكان بين تلك الأعاصير، أعاصير منها الذي تلاشى ومنها الذي تحول إلى منخفض جوي أو سحب ركامية أو الذي تلاشى نهائيا وابتعد عنّا. وإعصار جونو الذي ضرب عمان في 2007، كان من أقوى الأعاصير التي تضرب المنطقة خلال 100 عام، وقد خلّف أضرارًا جسيمة في العاصمة مسقط، وفيضانات أغرقت مناطق عديدة في مختلف الولايات.
وكان إعصار جونو أول إعصار يأتي للسلطنة بعد فترات طويلة؛ حيث يذكر أن الإعصار الذي شهدته السلطنة قبل جونو كان في سبعينيات القرن الماضي. أما إعصار فيت فكان في العام 2010 وكان إعصارًا قويًا من الدرجة الرابعة، وصُنف كثاني أقوى إعصار مداري يتشكل في بحر العرب، بعد إعصار جونو؛ وكعادتها خلال الأزمات وتحسبًا للإعصار، قامت السلطات بإجلاء سكان جزيرة مصيرة والمدن الأخرى الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد، والذي كان متوقعًا أن يصله الإعصار، والذي أخذت تزداد قوته بشكل متسارع وتم تصنيفه من الدرجة الرابعة؛ حيث ضرب الإعصار جزيرة مصيرة وأجزاء من الساحل الشرقي، ولكن بعد ذلك انخفضت شدته وتلاشى.
وفي العام 2018 كان إعصار مكونو، الذي دخل السواحل الجنوبية للسلطنة وصلالة بسرعة كبيرة ورياح شديدة للغاية كانت مصاحبة للإعصار، وكعادتها في تلك الظروف الاستثنائية تقوم شرطة عمان السلطانية مع كافة الجهات المعنية بجهود مختلفة منها ما يتعلق بالإخلاء والإيواء، وبمجرد أن يتم الإعلان عن قرب قدوم إعصار نجد استعدادات استثنائية وسط حالة تأهب قصوى لمواجهة الإعصار؛ حيث إنَّ السلطنة لها تجارب مختلفة مع الأعاصير التي تشكلت خلال السنوات الماضية في بحر العرب.
ندعو الله العلي القدير أن يكون الإعصار شاهين الذي تلاشت تأثيراته المباشرة- بحمد الله- سلامًا على الجميع، رغم الخسائر التي وقعت.
ويبقى أن أشير إلى أسماء الأعاصير وكيفية اختيارها، حيث إن تسمية العواصف والأعاصير بدأت منذ سنوات، للمساعدة في التعرف السهل والسريع على العواصف في رسائل التحذير بدلاً من استخدام المصطلحات والأرقام الفنية، واسم شاهين على سبيل المثال جاء على اسم الصقر شاهين المُتواجد بالمنطقة.
في الختام.. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ عُمان شعبًا وقيادة وأن يعم الخير أرضها الطيبة.