7 جلسات حوارية و12 منصة تفاعلية تثري نقاشات المنتدى

انطلاق الدورة العاشرة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة بمشاركة 79 خبيرًا

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

القاسمي: المنتدى يرسخ للتوازن بين التطور المادي والفكري

أبو الغيط: الحكومات المنفتحة مع شعوبها تمكنت من إدارة الأزمات

الحجرف: التواصل الحكومي الفعَّال لن يتحقق إلا بمساعدة الإعلام الخاص

الشارقة- مدرين المكتومية

انطلقت صباح الأحد أعمال الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، بتنظيم من المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "دروس الماضي، تطلعات المستقبل".

وأكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن عملية بناء الإنسان لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب؛ بل بغرس الفكر النبيل وصقل العقل والوجدان، مشيرًا إلى أن إمارة الشارقة وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أرسى ركائز مشروع الإمارة التنموي، ووضع الثقافة في موقع القيادة لهذا المشروع، ورسخ بنيةً اجتماعيةً ومؤسساتيةً تحقق التوازن بين التطور المادي والتطور الفكري والوجداني. وخلال كلمته في المنتدى، أكد القاسمي أن بناء الإنسان قيمة نبيلة، لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب؛ بل بتكريس الفكر المستنير وصقل العقل والوجدان، وقد تبنت الشارقة هذا النهج منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما كانت المنطقة تمر بمرحلة ما بعد اكتشاف النفط، والاندفاع الشديد نحو البناء والمعمار، أطلق حينها صاحب السمو حاكم الشارقة، عبارته الشهيرة: "كفانا من ثورة الكونكريت، ولنبدأ في بناء الإنسان"، ومنذ ذاك الحين وإلى يومنا هذا والشارقة تسير على ذات النهج، الذي يؤسس لفكرة أن الإنسان هو أولاً، وثانياً، وثالثاً.

وأضاف سمو نائب حاكم الشارقة "انطلاقاً من هذه الرؤية التي أرساها قائدٌ مثقف حكيم، تتحرك الشارقة في مسارات متعددة ومتناغمة تكمل بعضها البعض لصياغة مكونات الفرد الواعي الذي يسعى لبناء ذاته ووطنه، وها نحن بعد مضي عقد من الزمان على انطلاق المنتدى، الذي كان شاهداً على إثرائنا بالعديد من التجارب والخبرات العلمية والعملية استفدنا منها في تطوير منظومة العمل والاتصال الحكومي في إمارة الشارقة، اعتقد البعض بأننا وصلنا مرحلة من الخبرة تشعرنا بالاكتفاء، إلا أننا بحضوركم والاستماع إلى تجاربكم وممارساتكم المتنوعة حتماً سوف نستفيد من دروس الماضي، ونتطلع إلى المستقبل".

وفي كلمته التي ألقاها خلال مراسم الافتتاح، تحدث صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ضيف شرف المنتدى، عن تجربة إمارة الشارقة الحضارية وما يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من مشروع تنموي شامل، بقوله "لا يفوتني أن أعبر عن مدى التقدير الذي أكنه لسموه لما امتاز به من علم وثقافة وحكمة وحسن إدارة جعلت من إمارة الشارقة نموذجاً وصرحاً يشار له بالبنان في إطار اتحاد عربي ناجح متمثلاً بدولة الإمارات العربية المتحدة وما تشهده من رخاء وتقدم وازدهار". وأضاف الفيصل أن التحدي الأكبر أمام العالم يتمثل في إدارة التحولات الجارية في النظام الدولي القائم بهدف صياغة نظام دولي جديد، وإعادة هيكلته ليعبر عن موازين القوى الدولية القائمة، ويستوعب المتغيرات العالمية في المستويات كافة، بما يستجيب لتطلعات دول العالم في إيجاد نظام دولي عادل يوفر بيئة استراتيجية للدول لتكيف سياساتها بما يحفظ مصالحها الخاصة، ويوجد عالم يسوده الأمن والاستقرار.

من جانبه، قال معالي أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، خلال كلمته في حفل الافتتاح "لقد انطلق المنتدى في عام 2012 بفضل رؤية حكيمة وجهود مدروسة، لكي يشكل حلقة مهمة في مسار التغيير الذي ننشده جميعاً، وأظن أن هذا التاريخ له دلالة مهمة، فمن بعد الأحداث العاصفة في 2011، التي أفضت إلى ما أفضت إليه من أزمات ما زلنا نعاني منها إلى اليوم في أكثر من مكان بعالمنا العربي، أقول إن هذه الأحداث مثلت دافعاً لإعادة النظر والتفكير، فجزء كبيرٌ من المشكلات كان ناجماً عن حالة غير صحيّة من الانفصال بين الحكومات والشعوب".

وحول تأثير الأزمة الصحية العالمية على مكانة ودور الاتصال الحكومي، قال أمين عام جامعة الدول العربية "لقد رأينا جميعاً ما كشفت عنه تجربة كوفيد-19 في العامين الماضيين من تأثير الاتصال الحكومي الناجح في أداء الحكومات في وقت الأزمة، فقد صار واضحاً أن الحكومات التي تتمتع بقنوات مفتوحة مع شعوبها، وثقة متبادلة بينها وبين الجمهور، تمكنت من إدارة الأزمة على نحوٍ أفضل، ومن قراءة الواقع بصورة أكثر دقة، ومن القيام بواجبها في التوجيه والضبط والتوعية على نحو أسرع وأكثر كفاءة".

وأكد معالي الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن التواصل الحكومي الفعال لا يمكن أن تتحقق أهدافه بدون أن يكون الإعلام الخاص رافداً له ومسانداً في إيصال رسالته، فالأهداف الوطنية الكبرى وتحقيقها وحمايتها هي مسؤولية الجميع، والوقوف في وجه المشككين والمثبطين بأهمية الاتصال الحكومي ودوره البنّاء هي مسؤولية وطنية للذود عن ثوابت ومقدرات أي مجتمع، ولا يمكن لذلك أن يتحقق بدون وجود ميثاق يحكم الفضاء المفتوح، وينظم ما يحتويه من أخبار ومعلومات اختلط فيه الغث والسمين، وأصبح المتلقي في حيرة من يصدق.

وأشار سعادة طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في كلمته خلال الافتتاح، إلى أن الدورة الحالية للمنتدى تنعقد بعد أزمة صحية عالمية سببت تحولات حادة في شكل الحياة الذي اعتدنا عليها، ووضعت أكثر من 4 مليار إنسان حول العالم في الحجر المنزلي نهاية العام الماضي، وغيرت أنماط العمل والتعليم وشكل الترفيه وصناعة المحتوى وطبيعة العلاقة بين الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، مؤكداً أن هذه الحقائق تضع الاتصال الحكومي أمام أسئلة جوهريّة تطرحها منصة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.

وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم مرئي يعكس أهمية الاتصال الحكومي ودوره في نقل كافة الصور والأحداث المتنوعة في مشاعر الفرح والحزن والتضامن وغيرها من الأحداث التي أثرت في العالم كافة.

وتجول سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، والحضور بعد حفل الافتتاح في أروقة المنتدى، مطلعاً سموه على الفعاليات المصاحبة، متفقداً أجنحة عدد من الجهات والمؤسسات والدوائر المشاركة.

وتجمع الدورة العاشرة للمنتدى 79 خبيراً في الاتصال من 11 دولة عربية وأجنبية، يشاركون في 31 فعالية تتوزع بين 7 جلسات حوارية و5 خطابات ملهمة و7 ورش تدريبية و12 منصة تفاعلية، بهدف مناقشة آليات إدارة الأزمات بأساليب اتصال مبتكرة ومعاصرة، وتحديد مستقبل خطاب الحكومات للجمهور وحجم الشراكة التي تجمعهم في صناعة القرار، والتركيز على التجارب التاريخية في الاتصال الحكومي، وأهم المحطات الماضية وصولاً إلى الحاضر وما رافقه من تحولات ليستشرف المنتدى بعد 10 أعوام على انعقاده مستقبل الاتصال الحكومي إقليمياً وعالمياً.

تعليق عبر الفيس بوك