مُسلّمات أم فرضيات؟

 

عائض الأحمد

 

نضع الْمُسَلَّمَات ثم نفرضها اعتقادا منِّا بأنها كذلك، هذا ما تظنه أنت فهل أنا مُلزم به لأنك اعتنقته؟ وهل نحتاج كل هذا لنقتنع بما تريده لنا، رغم بساطته وثبوته؟ والسؤال الآخر: لماذا تلزمنا بفرضيتك التي تحتمل الصواب والخطأ وكأنها "منزل سماوي"؟ لماذا كل هذا الجدل؟ ولماذا نعشقه؟ ولماذا الجميع يريد الانتصار؟ وكأننا في ساحة "معركة"، علمًا بأن الكاسب فيها أكثرهم خسارة.

سئمت النار والحطب وسئمت نافخ الكير، معول الهدم مُدمر الأفكار، زارع الشوك ياقوم لن يجني العنب، أي منطق يجمعكم ليفرقكم شخص ويجمعكم آخر، أي جينات تحملون؟

عندما تهرول عبثًا وتحلم بما يملكه غيرك فأنت تجري خلف سراب، سولت له نفسك، واتقنه "يقينًا" لم تكن تدركه فقط كنت تظنه، فاخذك عبر غفله من الزمن تسمى "الضياع" والانصياع لمفردات أكبر من قدرتك، متناهية في القدر، وليس في القيمة فقد تكون معك خرابا وبيد غيرك سلاحا، وسراجا.

ثق بأن ما يملكه "صالح" هو هبة أتته ليس لصلاحه، وحجم ذكائه فقط، وإنما هبة لعمل كان يدرك نهايته قبل أن يبدأ فعمل من أجله وتبناه وصقل موهبته من خلاله حتى أتيته "حاسدا" من أين لك هذا، وأنا من كنت "أقوم" على واجباتك المنزلية في زمان مضى.

يلوم ما كان منه، منحته قدراً وقيمة فماذا جنيت متسائلا؟ وله نقول كنت أولى بها، فعلى قدر منزلتك، يُنزلك النَّاس، فلا تضيع مكانتك، ثم تطلب من أحدهم أن يجدها لك.

تأتيك أوهام تسكن خلجات صدرك، يجسدها واقع البعض المستعصي على الفهم، المتدني في درجات اللامعقول، مستبيحا مسترسلا في "غيه" وغبائه، ينشر رذائل ومخلفات أفكاره، يجمع بها شتات طبقاته الدنيا، ويصدرها لنا بصورة منتصر، خاض غباب الوحل، فأنتجه كلمة نتنة، يسوق لها أقرانه، في همجية الإنسان المستأنس في القرن الواحد والعشرين، سحقا لمن علمك أن الحب أن تكره كل من حولك، معتقدا بأنك تجمع الأنصار "مطبلي الزفة".

ختامًا.. لم أجد فارقًا بين المرأة الثرثارة، والإعلامي الرخيص، فكلاهما يقول ولا يعقل.

*****

ومضة:

القلوب التي يحركها المال تزول بزواله.

من ديواني:

شتات الفراق أجمل، في وسم الهواء

وطعنات الرضا كذبًا نموت بها ونحيا

لملم جراحك وانكفئ، ما عاد بالعمر أو بك صبرًا.

يقول الأحمد:

لم تعد مدرسة فقط، وكل هؤلاء المنافقين الحمقى طلابها، هي أي شيء، ولعلها الحياة.