مجتمع بحجم السماء

 

راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

في فزعة نحو الخير والبر والإحسان وصلتني أخبار تفرح القلوب العطشى لسماع قصص الإيثار والتداعي لإنقاذ أسرة من براثن الديون، في قصةٍ تضرب لنا أروع مثال لمجتمعنا العماني السليم والباقي على عهده مع الله في طاعته وامتثال أمره وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على هداه.

من الجنوب من مُحافظة ظفار المُعتقة بأريج الخير ونثار الإحسان وروائح السعد الزاكية بجمال قلوب أهلها قبل جمال بيئتهم التي أسرت كل القلوب المحبة لتلك المحافظة الوادعة بين أحضان الجمال.

اليوم يضرب أهالي ظفار بتكاتفهم نحو إخراج أبنائهم من أتون السجون بمبالغ متراكمة عليهم وصلت إلى أكثر من نصف مليون ريال نتيجة قروض تمويلية أسقطتهم فلم يستطيعوا سدادها منذ اثني عشر عاماً وهم في غياهب السجون حتى جاء الفرج على يد رجل منّ الله عليه بالفضل وهو الشيخ الكريم أحمد بن محمد باقي والذي لم نذكره هنا من أجل شهرة أو مجد وإنما من أجل أن يبادر المجتمع في التكاتف من أجل فك كربة أبنائه المعسرين.

تنادى الشيخ وتبعه أبناء المجتمع في المحافظة والتي ليس بغريب على أهلها هذا التكاتف الكبير حتى وصل المبلغ إلى نصف مليون ريال خلال فترة وجيزة، ولقد امتثل الجميع لأمر الله في السعي لكسب الثواب والتنافس عليه من خلال المبالغ المحصلة من أبناء المحافظة وغيرهم ممن يحبون الخير ويزرعون للآخرة شجرة الإخلاص.

إننا أمام قصة إنسانية حملت جوانب الرباط والتكاتف بين أبناء المجتمع وفرحة المسجونين بعودتهم لأهلهم وذويهم وفك كربتهم، حملت الجميع في تلك المحافظة إلى البكاء من الفرح ففرج الله على تلك الأسرة، هي ملحمة إنسانية لن تنساها محافظة ظفار ولا سائر محافظات السلطنة المليئة بالخير والأخيار والذين يسعون لفك كرب المهمومين في السر والعلانية.

شكراً من القلب لكل من ساهم في هذا التلاحم الأخوي ولكل من سعى واجتهد وبذل ليخرج الأخوين سهيل وسالم بيت سعيد من براثن السجون والديون، فقد ضرب أهالي ظفار أروع مثال في هذا التعاضد الأخوي الجميل.

فمجتمع بحجم السماء حق علينا أن نفتخر به ونزف الأمنيات السعيدة لنجاح فك كربة الأخوين وكل عام والجميع بخير.

تعليق عبر الفيس بوك