‎المنح الجزئية وحقيقتها المؤلمة

 

 

◄ أثبتت المنح الجزئية اضطرار الكثير من أولياء الأمور لإيقاف أبنائهم عن مواصلة تعليمهم الجامعي بسبب أوضاعهم المالية الحالية

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية

 

‎للطالب الحق في الحصول على تعليم مُناسب يكسبه شهادة علمية تُعينه على مستقبله، وتُصقل فيه خبراته نحو بناء وطنه بعلمٍ واقتدار، و‎توزيع المقاعد الدراسية حسب مستوى الطالب وقدراته قرار مُنصف للجميع يقوم به مركز القبول الموحد لنجاح عملية حصول الطالب على مقعده.

و‎ما تقوم به مُعظم مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة من جامعات وكليات ومعاهد هو جهد مقدر لاحتواء مخرجات التعليم، ‎لكن هناك فئة يجب أن تتكاتف جميع الجهات لمساعدتها ومساندتها حفاظًا على أبنائنا الطلبة والطالبات؛ لمتابعة تعليمهم الجامعي بدون وجود عقبات.

‎هناك عزوف مبدئي بعدم مواصلة التسجيل، وهناك عزوف قادم في السنوات اللاحقة؛ وذلك لعدم استطاعة ولي الأمر دفع رسوم دراسة ابنه أو ابنته والتي تصل لآلاف الريالات.

‎المنح الجزئية التي قدمتها وزارة التعليم العالي للطلبة والطالبات بالتعاون مع الجامعات والكليات الخاصة والتي ساهمت فيها تلك المؤسسات الخاصة دون أن تتحمل وزارة التعليم العالي شيئاً من تلك التكاليف، حيث تركت الوزارة الكُرة في ملعب ولي الأمر ليتحمل تلك التكاليف الباهظة مع تحمله إعاشة ابنه أو ابنته وتوفير السكن والنقل ومستلزمات الطالب الدراسية.

‎لقد ناشدتُ في مقالتي السابقة الجهات المعنية النظر لتلك الفئات بعين الاعتبار للضرر الواقع عليهم والتي جاءت بعنوان: "مِنح جزئية تقصم الظهر"، ‎واليوم أعود لأُطالب جميع الجهات المعنية بضرورة إعفاء أولياء الأمور من نسبة الـ50% المقررة على ولي الأمر وتحمل وزارة التعليم العالي تلك النسبة، والمؤسسات الخاصة قد تحملت الـ50% كما قامت به مشكورة مسبقاً.

أتمنى اليوم أن تكون الكرة في ملعب وزارة التعليم العالي، ولكل غيور من أبناء عُمان مناشدة كل الجهات المعنية بتحمل الوزارة المبالغ المتبقية، والاكتفاء بتحميل مصروفات الإعاشة والسكن والنقل لولي الأمر الذي أثقل الدهر كاهله بتحمل كل تلك المصروفات في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.

إن من حق الطالب الحصول على التعليم الجامعي المناسب؛ حيث أثبتت المنح الجزئية اضطرار الكثير من أولياء الأمور لإيقاف أبنائهم عن مواصلة تعليمهم الجامعي بسبب أوضاعهم المالية الحالية خاصة إذا علمنا أن بعضهم معه عدد من الأبناء يدرسون في مؤسسات التعليم العالي، وضرورة توفير جميع متطلبات التعليم لهم من دفعات مالية للجامعات والكليات إلى السكن والإعاشة والنقل وغيرها من الأعباء.

‎إنَّ الأمر صعب جداً على ولي الأمر؛ حيث أتمنى ألا ينسحب أي طالب من دراسته وتؤدي تلك العقبات المالية إلى خروج الطلبة من مؤسساتهم التعليمية لقلة ما بيد أولياء أمورهم.

‎مرة أخرى أُكرر ندائي إلى وزارة التعليم العالي والجهات المعنية، ادعموا أبناءكم الطلبة وامنحوهم منحةً كاملة، وخففوا عن كاهل أولياء الأمور قبل أن يسبق السيف العذل بخروج هؤلاء الطلبة وعدم تكملة دراستهم الجامعية.

‎حفظ الله عُمان وجلالة السُّلطان، وشعبها الغالي ووفق الله أبناءنا الطلبة لكل خير نحو حياة سعيدة.

تعليق عبر الفيس بوك