عودة متفائلة للحقل التربوي

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

 

 

تشرق بإذن الله شمس صباح الأحد 12 سبتمبر 2021، لتعود معها الهيئات الإدارية والتدريسية بجميع مدارس السلطنة للعمل وكذلك الوظائف المُرتبطة بها في ديوان الوزارة والمحافظات التعليمية، استعدادًا لانطلاق عام دراسي جديد يسوده الحذر والأمل نحو سنة دراسية مفعمة بالحيويةالشبل والنشاط كما اعتادت عليه المدارس منذ سنوات، رغم ما تعانيه دول العالم من قلق وخوف حول عدم زوال فيروس كورونا نهائيًا والحمد لله على كل حال.

وقبل الترحيب بعودة مشاعل النور نستذكر أرواحا خدمت العملية التعليمية، شاءت الأقدار أن تفارقنا هذا العام لبلوغ الأجل، سائلين الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته ويُسكنها فسيح جناته (آمين)، كذلك نسأل الله التوفيق والحياة السعيدة للكوادر التربوية المُخلصة التي خرجت لحياة التقاعد الوظيفي، بعدما أفنت سنوات من العطاء والبذل لخدمة الحقل التربوي والعملية التعليمية، فلهم خالص الشكر والتقدير والامتنان لكل قطرة عرق بذلت من أجل تحقيق الغايات والأهداف التربويةِ النبيلة.

الإخوة والأخوات التربويون العائدون لخدمة الحقل التربوي، بعد إجازةٍ سعيدةٍ نقول لكم عودًا حميدًا ونتمنى لكم عامًا دراسيًا ملؤه التوفيق والنجاح، عودة يسودها التفاؤل بانتظام الدراسة الفعلية، وتزينها المشاركات والتفاعل الجميل بين المعلم وطلبته، كما أننا مع هذه العودة المباركة أردنا أن نشعر المعلم بأهميته وقيمته مع أول أيام العام الدراسي، ونذكره بأن كل قطرة عرق تنزل من بدنه فإنَّ أجرها عظيم بإذن الله، مع مطالبتي لكل معلم ومعلمة بعدم الاهتمام ببعض الرسائل السلبية التي قد نسمعها من هنا وهناك، وهي رسائل فردية لبعض المثبطين (المحبطين للعزائم) تمثل صاحبها وليس المجتمع، مؤكدين وداعمين لجهودهم المخلصة في سبيل صناعة أجيال المستقبل، الذين يعول عليهم المجتمع كل الأماني والآمال المشرقة بعد التوكل على الله تعالى في بناء نهضة شاملة لهذا الوطن العزيز، كما نؤكد أن رفعة شأن المعلم وجودة التعليم، هما من صنعا الفارق في وجود دول متقدمة وأخرى متعثرة، ولذلك اليوم الدول المتحضرة التي تخطط لبناء مستقبل مشرق لأوطانها، تضع في مقدمة استراتيجياتها تقدير المعلم وتأهيله ومنحه المكانة التي يستحقها، وتسخير كافة الإمكانيات لتطوير وجودة العملية التعليمية، وهذا ما نأمله في خطط وبرامج وزارة التربية والتعليم حاضرًا ومستقبلًا.

وأخيرًا.. نوجه الدعوة للمجتمع والأسرة وولي الأمر والطالب نحو التعاون والشراكة مع المدرسة، وخصوصا في ظل الأوضاع الصحية الصعبة التي يعيشها العالم منذ عامين مع تفشي انتشار فيروس كورونا في كل مكان، علينا أن نتعاون مع المعلم والمدرسة في الالتزام بالإجراءات الوقائية المطلوبة من كل فرد يتواجد في الفناء المدرسي، بهدف سير العملية التعليمية بلا إصابات ولا انقطاع يُبعد الطلبة عن المدرسة، وكلنا ثقة بتحمل المسؤولية المُلقاة على الجميع، سائلين الله العلي القدير أن يرفع عن العالم والأمة هذه الغمة بانحسار وزوال هذا الوباء بإذن الله تعالى.

وعودًا حميداً معلمينا الأعزاء الكرام..