د. خالد بن حمد الغيلاني
@khaledAlgailani
كرة القدم معشوقة الجماهير، ومحبوبة الناس في بقاع المعمورة، تُقرب البعيد، وتُذهب الشحناء، وتقضي على الخلافات بين الدول والشعوب، كانت ولا زالت وستبقى اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم، يتساوى في محبتها الصغير والكبير، والغني والفقير، ورجالات الدول ونخب المجتمع وعامة النَّاس، فأي سحر لكرة القدم، وأي حب لها، وأي جنون بها.
اليوم وعند كتابتي لهذا المقال بين مباراة منتخبنا الوطني معشوق جماهيرنا الوفية، ومأوى أفئدة أبناء عمان، وشقيقه السعودي بضع ساعات زمنية، وكلما قلت هذه الساعات زادت وتيرة اللهفة والشوق والعشق والجنون، زادت وتيرة الرغبة في تحقيق فوزنا الثاني، والرهبة من لقاء يجمعنا بالمنتخب السعودي صاحب الحضور والمشهود له بقدرته وإمكاناته.
ولقد تابعت بسعادة غامرة، وسرور كبير ذلك اللقاء الذي جمع صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم الموقر وزير الثقافة والرياضة والشباب بالجهازين الفني الإداري للمنتخب وبرجال الأحمر لاعبينا الأعزاء؛ هذا اللقاء الذي يحمل في طياته الكثير، ويبعث بعدد من الرسائل؛ منها:
- منتخبنا في محل القلب من اهتمام قيادتنا الرشيدة، ويأتيه الدعم الذي يمكّنه من القيام بدوره الوطني المنشود.
- لا خوف على الرياضة العُمانية، وهي تحظى بهذه الرعاية الكريمة والدعم اللامحدود.
- ثقة رجالات عُمان كبيرة في منتخبنا الغالي ولاعبيه رجال الوطن، وهم بإذن الله تعالى أهل لهذه الثقة، وأهل للبذل والعطاء.
سيكون أبناء عمان في الملعب على الموعد بإذن الله تعالى، خاصة مع علمهم اليقين بأهمية هذا اللقاء وضرورته للمرحلة القادمة، وبدون أدنى شك قد عمل الاتحاد العماني لكرة القدم ممثلاً في مجلس إدارته وأجهزته المختلفة على توفير كل متطلبات النجاح والإنجاز لمنتخبنا الغالي، وكذلك الجهازان الفني والإداري للمنتخب واللذان لا يدخران وسعا في سبيل تحقيق الأهداف وتوفير الظروف التي تهيئ للمنتخب القيام بواجبه في المباراة بتركيز عالٍ وحضور ذهني متقد.
وكما هم أبناء عمان في الملعب، فإنهم خارجه وأعني الجماهير الوفية الذين لا يقلون حماسة ورغبة في تحقيق الإنجاز والوصول من خلال مباراة اليوم إلى النقطة السادسة في مشوار هذه التصفيات بالغة الأهمية، وسواء كانت جماهيرنا الوفية حاضرة في مجمع السلطان قابوس ببوشر أو متابعة لهذا الحث عبر وسائل نقله، فإنها جميعا تقف صفا واحدا مؤازرة وداعمة وهاتفة لمنتخبنا الوطني، الذي لا يمكن الاختلاف على محبته ودعمه وتشجيعه، والجميع واثق برغبة المنتخب وحرصه على تحقيق المراد والسير بالمباراة نحو الفوز الثاني بمشيئة الله تعالى، وسيبقى هذا الدعم والمؤازرة للمنتخب كما هي دوما مستمرة ومتألقة.
ومع الجماهير العمانية هناك عنصر مهم له دوره المقدر والمشكور، والذي لا يقل أهمية عن أدوار العناصر الأخرى، ألا وهو الإعلام بمختلف صوره وأشكاله ووسائله والذي ضرب ويضرب أروع الأمثلة في الدعم والمساندة للمنتخب بعيدا عن أجواء الشحن غير المُبرر وغير المطلوب، وكعادته فالإعلام العماني رسمي وخاص يبعث برسائل إيجابية تُساند المنتخب وتعزز من قدرات اللاعبين، وتؤكد أنهم جميعًا صفا واحدا وراء منتخبا الوطني.
ومع يقيني التام بقدرات منتخبنا الغالي وثقتي في رجالنا اليوم، لكن تبقى لكرة القدم ظروفها الخاصة وحساباتها المُعقدة؛ والمهم مهما كان استمرار الدعم والمساندة، فهذا أوان ذلك ومن جميع الأطراف، وبإذن الله تعالى سيكون رجالنا على الموعد، وسنكون من خلفهم دعمًا ومساندة نهتف جميعاً (يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان)، والفوز فالكم يا منتخبنا الغالي والملتقى مجمع السلطان قابوس ببوشر.