منحٌ جزئية تقصم الظهر

 

راشد بن حميد الراشدي

تواصل معي عدد من أولياء الأمور حول المنح الجزئية المُعلنة عن طريق وزارة التعليم العالي بنسبة 50% بعد أن كانت سابقا 25%، والكل يعلم اليوم ما يُعانيه بعض أولياء الأمور من تكاليف معيشية ومتطلبات متعددة أثقلت كاهلهم، فقد تفاجأوا بمبالغ المنحة باهظة التكاليف والتي لن يستطيعوا مجاراتها خاصةً إذا علمنا أن هناك مصاريف أخرى كالسكن ومصروفات النقل ومستلزمات التعليم من حواسيب محمولة وأدوات مُعينة.

إن تكلفة دفع نصف المنحة الجزئية المقدمة والتي تصل إلى آلاف الريالات التي لن يستطيع بعض أولياء الأمور دفعها في المستقبل مع الأخذ بالعلم أن بعض الجامعات رفعت رسومها الدراسية هذا العام لكي تعطي تخفيضًا واهمًا لولي الأمر بنسبة 50% المقررة عليه.

إنني أناشد الجهات المعنية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة المالية ومجلس الشورى، دعم هذه الفئة من أبنائنا الطلبة والطالبات والتخفيف عن كاهل بعض أولياء الأمور الذين لا طاقة ولا قدرة مالية لديهم لمواصلة تعليم أبنائهم من خلال ارتفاع تكاليف الدراسة ومتطلباتها.

اليوم.. يجب أن يتكاتف الجميع لعودة النظام السابق منحة كاملة أو جزئية بنسبة بسيطة، فالطالب يستحق الأفضل لمواصلة تعليمه، وهو حق مكتسب له من أجل خدمة وطنه حيث قد يكون اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية خطرًا من خلال عزوف الطلبة عن مواصلة تعليمهم، وذلك لعدم وجود المقدرة المالية لولي الأمر مما يؤدي لتوقفه عن تعليم ابنه أو ابنته.

دلالات عدة ستظهرها برامج القبول لتلك المعضلة التي سيعيشها أبناؤنا المقبولون بمنح جزئية، مع أمل تحمل وزارة التعليم العالي لتلك النسبة، واقتصار ولي الأمر على المصروفات الأخرى التي تلازم التعليم العالي ومتطلباته المختلفة.

ختامًا.. أتمنى أن تتحقق الأمنيات ويحصل أبناؤنا الطلاب على حقوقهم بتوافر مقاعد دراسية بدون تكاليف مضاعفة وكبيرة تُرهق ولي الأمر أو توقف الطالب عن مواصلة دراسته.

إنها منح جزئية، لكنها تقصم الظهر، فهل من مستجيب لتلك المطالبات الضرورية من أولياء الأمور؟

‏حفظ الله عُمان وجلالة السُّلطان وشعبه الوفي مدى الأزمان وكل عام وأنتم بخير.

تعليق عبر الفيس بوك