هدأ البلاء وبقي الحذر

راشد بن حميد الراشدي

الحمد لله حمد الشاكرين الذاكرين ثم الصلاة على النبي الأمين وأله وصحبه المتقين . الحمد لله على ما نعيشه اليوم من نعمةٍ كريمة وسعادة غامرة وفرحة عامرة وتوفيق وشفاء ورفع بلاء من رب العالمين.

إن ما تشهده السلطنة اليوم من انخفاض في أعداد المصابين والوفيات وحالات الشفاء العالية، يتحقق بعد ما مر علينا من شهور قاسية أرهقت جميع المؤسسات الصحية من خلال ارتفاع اعداد المصابين والمرضى والوفيات إلى أرقام غير مسبوقة أصابت الناس بالخوف والهلع، وكل ذلك فضل ومنة من الله عز وجل على عباده؛ حيث وجب الشكر لله وتقديم السجدات لمقامه الكريم، مع التصدق والتوبة النصوح لكل لبيب عاقل عاش أيام حالكة السواد حملت الألم للناس أجمعين.

اليوم يجب أن نأخذ جميعاً الدروس والعبر حول ما مر علينا من أيام عجاف أهلكت الحرث والنسل؛ فالحكومة ممثلة في قطاعاتها وفي اللجنة العليا، يجب أن تأخذ الحذر والحيطة عبر اتخاذ التدابير التي تحمي المواطنين والمقيمين من الداخل والخارج وسن القواعد المنظمة للحد من عودة واشتداد المرض، وخاصة مراقبة القادمين إلى السلطنة من بعض الدول. ولا أنسى أن أشير إلى دور  نسبة التطعيم الكبيرة التي قامت بها السلطنة لتطعيم المواطنين والمقيمين والتي وصلت لأكثر من ٧٠٪؜ من النسبة المستهدفة للحد من انتشار المرض وتعمقه.

لذا بقي الحذر واجبًا علينا جميعاً حتى تزول الجائحة قريبا بإذن الله.

وهنا لا أنسَ دور المواطن والمقيم في ضرورة توخي الحيطة والحذر واتباع كل التعليمات الصادرة من المسؤولين والتي تهدف إلى وقاية الجميع من شر هذا المرض والأخذ بالأسباب، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، فالحذر كل الحذر من الانجرار وراء الثقة المطلقة للنتائج الإيجابية بانخفاض منحنى الإصابات إلى أرقام قياسية وممارسة جميع سلوكياتنا المجتمعية والاطمئنان لذلك المرض اللعين الذي يجتاح العالم بأسره. 

 نسأل الله العفو والعافية وأن يرفع البلاء عن بلادنا وسائر بلاد العالمين.  إذاً بحمد الله هدأ البلاء وبقي الحذر والحيطة واجبةٍ على الجميع  .  فمسؤولية ذلك يتحملها الجميع من أبناء المجتمع ومؤسسات الحكومة المشرفة على تتبع ومراقبة المرض.

حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها من كل سوءٍ ومكروه ورزقنا الخير كله والرخاء والأمان وأزال الغمة بأمره وقدرته تعالى….. إنه على كل شيء قدير نعم المولى والنصير.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة