نحو عامين من تعليق الحضور بشكل كامل

الطلاب والطالبات يطوون صفحة "التعليم عن بُعد".. وترحيب واسع مع قرار الانتظام حضوريًا

◄ جهود مكثفة لعودة آمنة.. وتجهيز القاعات الدراسية وفق اشتراطات صحية وبروتوكولات معتمدة

السعدي: الانقطاعات المتكررة للإنترنت أفقدت تجربة التعليم الافتراضي إيجابياتها

الشحية: التواصل المباشر يمنح الأفضلية للتعليم حضوريا ويزيد الحصيلة المعرفية

الحوسني: الأجواء التي يتيحها التواجد الصفي تمنح الطلاب فرص استفادة أكبر

الحسنية: نتوق لعودة آمنة إلى القاعات الصفية والمكوث بالمكتبات للبحث والتقصي

الرؤية - ريم الحامدية

أيام معدودة وتعود الحياة من جديد لمؤسساتنا التعليمية، مشرعة أبوابها أمام الطلاب والطالبات، الذين يستهلون عاماً جديدًا وهم على مقاعد الدراسة، وسط استعدادات استثنائية فرضتها جائحة تفشي فيروس "كورونا"، بعد نحو عامين دراسيين من تعليق الحضور، ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19).. وما بين وجوب العودة حضوريا والطرق المثالية لضمان عودة آمنة، تعمل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على تذليل كافة الصعوبات وتجهيز الصروح العلمية وتطبيق الاشتراطات الصحية وفق البروتوكولات المعتمدة.

وخلال استطلاع لـ"الرؤية"، عبر عدد من طلاب المدارس والجامعات والكليات عن ترحيبهم بقرار العودة إلى مقاعد الدراسة حضوريًّا، لما تحققه من نتائج إيجابية تختلف نوعيًّا عن تلك التي يوفرها التعليم عن بُعد؛ سواءً على مستوى التفاعل، أو الانضباط والالتزام بالحضور اليومي، بل والمستوى التحصيلي كذلك.

 

وقال الطالب محمد السعدي: إنَّه وبعد عامين من التعليم المدمج والتعليم عن بُعد، تبرز اليوم الميزات الإيجابية للدراسة حضوريًّا والتي تعزز فرصا أكبر أمام الطالب لتلقي المعلومة، والتفاعل المباشر مع المحاضرين، سواءً كان هذا التفاعل مرئيًّا أو بالحوار المباشر، مما يعزز النشاط الطلابي والتركيز وسهولة وصول المعلومة. وأضاف السعدي: كما أنَّ الدراسة حضوريًّا تجعل الطالب مُحافظا على توقيت محاضراته بشكل منتظم خلاف الدراسة عن بُعد، مسلطًا الضوء على عدد من سلبيات التعليم الافتراضي، والتي ذكر منها الانقطاع المتكرر بالإنترنت، وبالتالي انقطاع التواصل بين الطالب ومقدِّم المادة، سواء محاضرة أو اختبارًا، فضلا عن عدم توافر المكان المناسب في البيت لخلق الأجواء المؤاتية للدراسة، مما كان له الاثر في نزول النتائج النهائية.

لكنَّ السعدي لم يغفل إبراز الجوانب الإيجابية كذلك للتعليم عن بُعد والتي عدَّد منها: تنمية مهارات الطلاب للتفاعل مع تقنيات المستقبل، والتعلم الذاتي، بما يُسهم في خلق منظومة تعليمية متطورة تتماشى مع التقدم المتسارع حول العالم.

التواصل المباشر

إلى ذلك، قالت الطالبة ميان الشحية: إنَّ التعليم حضوريًّا يتفوق على التعليم عن بُعد، لما يوفره من فرص التواصل المباشر بين الطلاب والمعلمين، والذي بدوره يكون له دور فعال في الحصول على المعلومات بشكل أفضل، حيث إنَّ الطالب يتحصَّل على معلومات إضافية يتم استنتاجها من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت وغيرها من الأشياء التي يفتقدها في "التعليم عن بُعد". لافتة إلى عدد من المشكلات التي واجهتها مع تجربة "التعليم عن بُعد" نتيجة الضغط العالي على شبكات الإنترنت، والذي أصبح الأمر معه مزعجًا للكثيرين؛ فمنهم من لم يتمكن من الانضمام للدروس، ومنهم من عانى صعوبات الاتصال المستمر، وبالتالي فقدان معلومات مهمة نتيجة تقطُّع الاتصال بالشبكة.

وتابعت الشحية بأنَّ واحدة من سلبيات الدراسة عن بُعد صعوبة الوصول لبعض المصادر التي تدعم عملية التعليم الافتراضي؛ بما في ذلك المكتبات والمواد المرجعية. مُتمنية مرور الأيام القادمة بشكل أسرع حتى يعود الجميع إلى مقاعدهم الدراسية، ويُعيدوا لأنفسهم شغف العلم والتعلم بعيدا عن الشاشات.

الأجواء الدراسية

وفي ذات السياق، يؤكد الطالب علي الحوسني الإيجابيات العديدة للدراسة حضوريًّا، مؤكدا أنَّها تسهم في فهم المعلومات بشكل أسرع، وتلقيها بصورة أفضل؛ نظرًا لسهولة التواصل المباشر، إضافة للأجواء الدراسية التي تتمثل في المشاركة الجماعية. مضيفا بأنَّ التعليم عن بُعد سبَّب لهم عائقا بسبب ضعف شبكات الإنترنت في أغلب المناطق؛ مما يتسبب في عدم الدخول إلى الاختبارات، فضلا عن عدم الزام الطلاب بالإعادة؛ مما سبب إحباطًا للكثيرين.

ولفت الحوسني إلى أنَّ النتائج مرتفعة وملحوظة في التعليم الحضوري، وذلك بسبب تلقي المعلومة بشكل أفضل، إضافة للاستقرار النفسي داخل قاعات الاختبار، وعدم التفكير في انقطاع الاتصال.

أمَّا تسنيم الحسنية، فقالت: إنَّ العديد من السلبيات اعترضت تجربة "التعليم عن بُعد"، خلال الفترة الماضية، منها آلية سير الاختبارات، والتقيُّد بوقت معين ومنعهم من العودة إلى الاسئلة لتقليل نسب الغش؛ الأمر الذي حرم الطالب من المراجعة والتصحيح. مضيفة بأنَّ المنزل كذلك ليس مكانًا مُهيأ لتحقيق البيئة الدراسية والتعليمية السليمة؛ فالضجيج يؤثر بشكل كبير على استقبال المعلومات، مما يسبب الأرق والإرهاق للطالب، إضافة لعدد من المشكلات الصحية كضعف النظر الذي يصاحب الجلوس لساعات طويلة أمام الأجهزة الالكترونية.

وأكدت الحسنية أنَّه وفي المقابل تحقق الدراسة حضوريًّا نتائج أفضل، بفضل إتاحة الفرصة لتلقي المعلومات بشكل مباشر دون انقطاع، إضافة للتركيز مع المعلم بشكل أكثر، وبالتالي استقاء المعلومات بشكل أفضل، سواء داخل القاعات الصفية أو المكوث بالمكتبات والبحث والتقصي من أماكن أخرى، بما يعين على تحقيق الهدف الاساسي من التعليم الذي يكسب الطالب العديد من المهارات التي تنمي شخصيته وتساعده على التفاعل مع المجتمع.  

تعليق عبر الفيس بوك