د.خالد بن علي الخوالدي
تعاطف شعبي ينطلق من بواعث إنسانية تعلوها الرحمة والعطف مع حالة البنت المُبتسمة والصابرة ميرال، هذه الطفلة التي تتحمل ما لا يتحمله الكبار نتيجة المرض العضال الذي تعاني منه، حالتها الصحية تحتاج إلى وقفة حكومية ومتابعة رسمية من أعلى مستوى، وهذا ما سيحدث قريباً بحول الله فحكومتنا الأبوية لن تقصر في خدمة أبنائها، لا يزال الأمل يخالج الجميع في الشفاء فهناك وعد رباني ففي الحديث الشريف (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له الشفاء) صدق رسول الله.
صورة ميرال الأكثر انتشارًا وتداولاً خلال الشهور الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد عرف عن حالتها الصغير والكبير، وعجَّت هذه الوسائل بأخبارها وبحالتها الصحية، والكل نادى بالرحمة تارة وبالسؤال عن دور الحكومة تارة أخرى وعن دور القطاع الخاص والمجتمع المدني في أضعف الإيمان. الأمر في تصوري لا يستدعي كل هذا النداء والاستجداء ورسائل العطف والرحمة، وإنما يحتاج إلى مبادرة أبوية من المسؤولين، فالحكومة تكفلت بحالات سابقة تزيد تكلفة علاجها عن 160 ألف أو حتى أكثر من هذا المبلغ بكثير، فهناك من تم علاجهم على حساب الحكومة بالملايين، فهل ميرال لا تستحق الحياة كمثل هؤلاء؟!
ميرال بنت هذا الوطن الغالي الذي نكن له كل الحب ولها حق الحياة الكريمة التي تكفلها كل القوانين والأنظمة في السلطنة، وإذا تعذر علاجها داخل السلطنة فعلى المؤسسات المعنية بذل كل الجهود والسبل لعلاجها بالخارج، وحسب ما هو متاح من معلومات بأن هناك علاج لهذه الطفلة الصابرة في جمهورية فرنسا وما يطلبه الفريق الطبي الفرنسي هو عدد من الاستفسارات من الفريق المُعالج بالسلطنة وإن شاء الله يتم هذا في القريب العاجل.
لقد تواصلتُ مع والد الطفلة قبل أسبوعين لتزويدي ببعض المعلومات عن حالة ميرال لكتابة هذا المقال فقال لي بالحرف الواحد بأنَّ الجهات التي ذهب إليها لتحمل تكلفة العلاج رفضت، وقد صرح بذلك في تغريدة عبر حسابه على تويتر، لكنه في المُقابل رغم الرفض يقول إن هناك أمل وهناك محاولات يأمل أن ترى النور، وأنه يثق ثقة كبيرة في الدور الحكومي المبذول ويحدوه الأمل في أن تكلل هذه الجهود بسفر بنته للعلاج في الخارج، ونحن كلنا ثقة في أن الحكومة الرشيدة لن تفرط في أبنائها قيد أنملة وأن الجهات المعنية تعمل على إيجاد الدولة التي يمكن إن تستقبل الطفلة وتعالجها.
نحن مع والد ميرال نشاطره هذه الثقة وننتظر تلك البشارة التي سوف تفرح الجميع، فهي بنت الجميع والكل يدعو الله بأن تتسهل كل أمورها وترجع لتلعب مع صديقاتها وتشاركهم أحلامهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، ترجع للتنفس بشكل طبيعي بدون جهاز الأكسجين الذي يرافقها كظلها 24 ساعة، ترجع لتعيش بسلام وحب وسعادة في وطن الحب والسلام، تعود إلى حضن أمها عمان وتتنفس هواها بشكل طبيعي وتشم روائح الورود والزهور والعطور التي تفوح من جنبات الأم الرحيمة والعطوفة والحنونة والراعية لكل أبنائها.
لن نفقد الأمل في رؤية ابتسامة ميرال وهي تهبط من الطائرة بعد رحلة العلاج التي سوف تكلل بالنجاح بحول الله، ولا يحتاج الأمر لجمع تبرعات ولا مناشدات للقطاع الخاص ولا غيره فميرال بنت هذا الوطن ولها حق في العلاج والوطن لن يتخلى عنها تحت أي ظرف مهما يكن..
دمتم ودامت عمان بخير.