ناصر بن حمد العبري
منذ أن أصدر مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- حفظه الله ورعاه- الأوامر السامية بتشكيل لجنة عُليا تتولى بحث آلية التعامل مع التطورات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ برئاسة معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، وعضوية عدد من الوزراء والمسؤولين، عكس ذلك الحكمة وبُعد النظر من لدن جلالته- أيده الله-.
وتمثل هدف اللجنة الأساسي في مُتابعة مستجدات الوباء الذي انتشر في لمح البصر حول العالم بتداعياته المؤلمة، وبالفعل كانت اللجنة العليا على قدر المسؤولية التي حملتها على عاتقها وأصبحت منوطة بها فبدأت عملها بكل جد وبلا كلل في رصد تطورات الفيروس، وتابعت عن كثب الجهود المبذولة إقليمياً وعالمياً للتصدي له، والإجراءات المتخذة بشأن ذلك، ووضع الحلول والمقترحات والتوصيات المناسبة وحزم من القرارات التي جاءت في إطار الجهود التي تبذلها السلطنة لاحتواء انتشار الفيروس ومحاولة إيجاد أفضل الطرق لمنع انتشاره.
لقد رأينا التعاون المثمر بين اللجنة العليا واللجنة الفنية التابعة لوزارة الصحة وعلى رأسها معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، وما بذلته وتبذله من جهود مشكورة في هذا المجال؛ حيث إن اللجنة جاءت جميع قرارتها بدراسة وعناية وراعت قبل ذلك الطاقم الطبي والعاملين في القطاع الصحي المعنيين بهذه الحالة؛ كونهم الخط الدفاعي الأول في مستشفيات السلطنة.
إن الجهود التي بذلتها وتبذلها اللجنة العليا إلى الآن في منع انتشار الفيروس وما يمثله من خطورة وانعكاسه على الآخرين لا ينكرها أحد؛ حيث إن اللجنة دائماً في انعقاد مستمر وتصدر قراراتها بعناية قبل الإعلان عنها.
وفي المؤتمر الصحفي للجنة العليا الذي عقد الخميس الماضي، أكد معالي وزير الصحة الدكتور أحمد بن محمد السعيدي أن السلطنة نجحت في تطعيم نحو 70 بالمائة من المستهدفين بالتطعيم بلقاحات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وأشار معاليه إلى أن الوضع الوبائي في السلطنة في تحسن مستمر، داعيا الجميع إلى مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التراخي، خاصة مع إنهاء العمل بقرار إغلاق الأنشطة التجارية ومنع الحركة للأفراد والمركبات، وعودة الدراسة وطلابنا إلى مقاعدهم الدراسية، نأمل من الجميع مواطنين ومقيمين التعاون وبجد مع قرارات وتعليمات اللجنة العليا حمايةً لما تم تحقيقه من مكاسب، وضرورة استمرار الجميع بالالتزام بجميع التدابير الاحترازية الموضوعة من قبل الجهات المختصة وأهمها لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي سواءً في أماكن السكن أو العمل والأماكن العامّة، وعدم التهاون في الالتزام بها.
ومن هنا.. لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، واللجنة الفنية بوزارة الصحة، وجميع العاملين في الحقل الصحي لما قدموه- ويقدمونه- من جهود تهدف إلى السيطرة على هذا الوباء برعاية ومتابعة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- نصره الله- والشكر موصول لكافة المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة العزيزة على تعاونهم مع قرارات اللجنة العليا، ونأمل منهم مواصلة التقيد بالإجراءات الاحترازية، والإسراع في تلقي اللقاح المضاد لهذا الوباء، حتى نعود إلى حياتنا الطبيعية ويزدهر اقتصادنا.