راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية
تحتضن مسقط قمة اقتصادية كبيرة بين عُمان والسعودية، الشقيقتين اللتين تتعاونان في مختلف المجالات، ويضم الوفد السعودي قيادات كبيرة من مسؤولين، وتجار للتباحث مع أشقائهم حول جميع المناحي الاقتصادية والاستثمارية التي يمكن الانطلاق منها إلى آفاق أرحب، واطلاع الجانبين على الفرص الاقتصادية الكبيرة المتاحة في البلدين.
إنَّ ما تتميز به المملكة العربية السعودية من تنوع الموارد والمقومات الاستثمارية والتجارية الكبيرة، إضافةً إلى رصيدها من التدفق التجاري الذي يُقدر بمليارات الدولارات سنوياً مع وجود القاعدة الاقتصادية الداعمة والمتكاملة كالموانئ والمطارات، وشبكات الطرق والمدن الاقتصادية المتكاملة سوف يقدم للسلطنة مجالات واسعة من التعاون، وجذب الاستثمارات العُمانية للمملكة وتحقيق تكامل وتعاون اقتصادي متين.
والعكس صحيح فما تزخر به السلطنة كذلك من بنية تحتية متكاملة بوجود المناطق الحرة، والمدن الصناعية، والموقع الجغرافي المتميز سوف يُعزز ذلك التعاون، ويجذب الاستثمارات السعودية للسلطنة.
وما يعيشه البلدان من تعاون متكامل في مختلف المجالات وبمباركة سامية من قادة البلدين حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ولا شك أنَّ هذه المباحثات ستُعزز من وتيرة وسرعة تنفيذ رؤية "المملكة 2030" ورؤية "عُمان 2040"، بما يحقق التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.
ولا ننسى أنَّ البيئة والمناخ الاقتصادي بين البلدين قد انطلق منذ عقود من الزمن، ولعل من أبرز المشاريع التي حصلت على اهتمام بارز من قيادة البلدين والتجار والمواطنين، هو وجود طريق بري يربط البلدين بأفضل المواصفات والذي سوف يُساهم عند افتتاحه قريبًا في دعم التجارة البينية بين البلدين، ويُساهم في تدفق التجارة بسلاسة وانسيابية، وتسريع وتيرة التعاون في جميع الجوانب التي يخدمها هذا المشروع الحيوي الكبير.
فأهلًا وسهلًا بوفد رجال الأعمال السعودي بمسقط، وأمنياتنا تُعانق السحاب نحو تحقيق تكامل اقتصادي يدعم مسيرة النهضة في البلدين، ويوفر فرصًا استثمارية، وتنمية مُتوازنة تحقق الطموح، وتدر الخير لأبناء الشعبين الشقيقين، ولأبناء الخليج أجمع. فالجميع شركاء في مثل هذا الحراك بين الأشقاء وإلى الخير دائماً بإذن الله.
