تعزيز الدور الأمني الكبير للجهات المختصة بمتابعة المروجين

الشرطة تكثف جهود مكافحة "الترويج الرقمي" للمخدرات على "السوشيال ميديا"

◄ التمتمي: إجراءات وبرامج وقائية لتحجيم مخاطر المؤثرات العقلية على الشباب والناشئة

مسقط- الرؤية

عديدة هي الآثار السلبية لتعاطي المواد المخدرة، ليس فقط على صحة وحياة المتعاطي، وإنما المجتمع من حوله والوطن بشكل عام، لذا تظل المساعي حثيثة لإيجاد حلول وعلاجات تستأصل المشكلة من جذورها.. وتُدرك الجهات الشرطية والمعنية في السلطنة حجم الآثار السلبية واسعة النطاق لهذه الآفة على الصحة والأمن والاقتصاد ورفاه أبناء هذا الوطن، لا سيما مع تغير أدوات ووسائل الترويج لها خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كأسلوب جديد من الأساليب التي يستخدمها المتاجرون والمروجون للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية بين أوساط المتعاطين؛ الأمر الذي يستدعي تكثيفا لجهود المكافحة والحد من انتشارها.

ويقول المقدم سليمان بن سيف التمتمي مدير شؤون القضايا بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بشرطة عمان السلطانية: تقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بمكافحة مروجي هذه السموم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال فريق عمل تم تأهيله فنياً للتعامل مع جرائم الترويج الإلكترونية، حيث تمكن الفريق من ضبط عدد من المروجين يتبنون هذا الأسلوب. مضيفا: بالنظر للخطورة التي تشكلها وسائل التواصل الاجتماعي واستغلال مروجي المخدرات لهذه المواقع فإنه لا بد من التصدي لها باتخاذ الإجراءات والبرامج الوقائية والتوعوية التي من شأنها أن تسهم في الحد من خطرها على الناشئة؛ وتشمل هذه الإجراءات: تعزيز الدور الأمني الكبير الذي تقوم به الجهات المختصة في متابعة مروجي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع التعاون مع الجهات الأمنية المعنية من قبل المواطنين والمقيمين للإبلاغ عن أي حسابات مشبوهة أو استخدامات غير مشروعة، إلى جانب تفعيل دور الأسرة الرقابي على الأبناء وتحذيرهم من خطورة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والمعرفات المشبوهة، إضافة إلى تعزيز دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تضمين المناهج التعليمية برامج وقائية وتوعوية حول المهارات الإيجابية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع التمتمي: إنَّ رفع الوعي المجتمعي مطلب ضروري كذلك؛ من خلال زيادة الوعي بخطورة المخدرات وتأثيرها على النواحي الجسدية والعقلية والنفسية، ومشاركة مختلف وسائل الاعلام في التوعية عن مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح المقدم سليمان التمتمي أنَّ انتشار الأجهزة الإلكترونية الذكية بين مختلف فئات وشرائح المجتمع، أسهم في تنامي هذه الأزمة، إلى جانب ضعف الرقابة الأسرية على أبنائهم، علاوة على عدم وجود التوعية الجيدة حول كيفية استخدام هذه الأجهزة وما يبث خلالها من محتوى ضار لذلك لا بد على الأسرة من تنشئة أبنائها التنشئة الاجتماعية السليمة القائمة على أسس تعاليم الإسلام الحنيف والأخلاق الحميدة. وأضاف: في وقتنا الحالي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الوسائل السريعة لاكتساب عادات سيئة وثقافات غير مقبولة في مجتمعاتنا؛ ومن بينها: التعرف على الكثير من الأصدقاء الذين لا نعرف عنهم شيئا، ثم بعد فترة قصيرة تظهر حقيقة البعض ليتضح أنهم أصدقاء سوء ومنهم الذين يسعون لترويج المواد المخدرة والمؤثرات العقلية من خلال بعض المواقع ويظهرونها على أنها منشطات غير مضرة وتكون موجهة للمراهقين بشكل أساسي.

ولفت مدير شؤون القضايا بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بشرطة عمان السلطانية إلى أنَّ شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم عاملاً مؤثراً في تكوين شخصية الإنسان وقيمه وسلوكياته، وعصابات تهريب وترويج المخدرات لا تألو جهداً في استغلال كل هذه المتغيرات التقنية الحديثة لتسهيل وتزيين ونشر المخدرات والمؤثرات العقلية.

وأوضح المقدم سليمان التمتمي الأساليب والحيل التي يستخدمها مروجو المخدرات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للترويج للمواد المخدرة؛ والتي بينها إنشاء حسابات بأسماء وصور نسائية جاذبة بهدف إيقاع الشباب في فخ المخدرات، أو نشر مسميات للمخدرات ترمز إلى القوة والنشاط، أو إقناع الشباب بتأثير أنواع معينة من المخدرات في القدرة على الحفظ والفهم في أوقات المذاكرة أيام الامتحانات، أو في زيادة القدرة على السهر لفترات طويلة أو قيادة المركبات لمسافات بعيدة دون تعب أو الحاجة للنوم، أو استغلال حاجة بعض المراهقين لتقوية عضلاتهم دون جهد، كما يستغل المروجون صيدليات الإنترنت غير المشروعة التي تبيع وتروج للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة