عُمان بخير

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

جاء التاريخ الإسلامي منذ القدم بحكاية العُمانيين وقصتهم بأنَّه لو أتيتهم ما سبوك ولا ضربوك، وكان لدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهل عمان فضل كبير في أمور كثيرة وجوانب مختلفة منها استتباب الأمن ورخاء البر والبحرعليهم، والتنعم بخيراتهما.

ولقد عرفت عُمان منذ قرون عديدة بأنها دولة ذات سيادة وإمبراطورية عظمى جاب أهلها دول العالم، ومخروا عباب البحار والمحيطات، ضاربين أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والقوة والصبر والتحمل.

وتقدمت هذه الدولة المشهود لأهلها بالعقل والرزانة والحكمة، والمشتهرة بالصواب والمنطق وتغليب الحق، في مسيرتها وتاريخها الحافل بالبطولات والعزة والسؤدد، بخطوات حثيثة ثابتة راسخة، فبنت كيانها بتضحيات أبنائها ورجالها، ونهضت معتمدة على ما وهبها الله من عقول مفكرة لا تشذ عن الصواب أبدًا، تمثل ذلك في مولانا صاحب الجلالة السلطان الخالد فينا السلطان قابوس طيب الله ثراه ونهجه الحكيم وحكمه العادل.

وفي العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خطاه، فإننا نسير على نفس الخطى وفي نفس الدرب الذي جعل من عُمان دولة لها احترامها في الخريطة العالمية الدولية.

ولمّا كانت كل سياسة تقتضي أن تنصرف الأهداف إلى تنمية البلد وتطويره، فإن البيرق العماني منذ وجد لا زال وسيبقى خفاقًا يرفرف بسلام في أرض السلام، وفي كل بقعة وجد فيها تراه مرفوع الهامة والقامة.

وحينما تتطلب القرارات بصيرة نافذة، فإن سلاطين عُمان تمتعوا بذلك منذ تشرفت الأرض بهم، فكان لكل واحد منهم مآثر وإنجازات حيَّة شاهدة، ليس فقط شاخصة للعيان من مسندم إلى ظفار؛ بل معلومة في العالم أجمع.

لقد كانت الخطط التي تتخذها الحكومة مدروسة بعناية فائقة، وموضوعة بدراية وافية، ولم يغفلوا أي جانب إنساني أو حياتي مطلقاً، فعمَّ خيرهم البلاد والعباد والحضر والبدو.

فبدأ السلطان الخالد فينا قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- بالكثير والكثير والأهم عن المهم، فكان أول ما بدأ به الإنسان العماني، فاهتم به اهتمامًا يليق به، فعلمه بحيث إنه وفر له التعليم المجاني المتدرج والمتنوع والمختلف وشجعه عليه، ودعمه بالمؤسسات التعليمية الحديثة، والكليات التقنية والمهنية، والجامعات الرفيعة والعالية التخصص والبرامج.

وعزز جوانب التربية الحقة فيه منذ النشأة، فقاده شيئاً فشيئاً إلى المعالي واكتساب الأخلاق الفاضلة والعلوم الإنسانية والاجتماعية وشتى المعارف، ورسم له دربه ومساره بوضوح، وما ينبغي أن يعمله ويعلمه، فما كان من الأبناء إلا السمع والطاعة، والولاء للقائد الباني المؤسس تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وعقب ذلك مبايعة مولاي السلطان هيثم على المنشط والمكره، معاهدين الله بأننا سنظل رجاله البواسل، وجنده الأوفياء وحماته الأحرار الشرفاء.

إن التشكيك في مصداقية النوايا والأهداف، أمر مرفوض وغير محبذ البتة، وهو سبيل إلى الفتنة والفوضى وإثارة النعرات، وإن كان رب العزة والجلال لم يسلم من التشكيك فيه جل جلاله، فكيف بغيره من العباد.

لا شك أن الكمال لله تعالى وحده، ولا يخلو أي مجتمع من النقصان والتوافه في بعض الأمور، إلا أن الشاذ لا قياس عليه أبدا، وزلات اللسان في أحيانٍ كثيرة تذهب بالنعم.

مولاي السلطان هيثم- حفظكم الله- لقد بدأتم مسيرة حكمكم لهذا البلد بنهج عادل واضح راعى مصلحة الوطن والمواطن، وأرسيتم مبدأ التسامح والعفو والصفح منذ اليوم الأول لتوليكم مقاليد الحكم في البلاد، ونشهد الله بأنكم سائرون على طريق الصواب، متضرعين إلى المولى جلة قدرته أن يبارك مسيرتكم المظفرة وأن يكلأكم بعين رعايته، ويحيطكم بكرم عنايته، ولا زال طمعنا قائمًا في عفوكم عن المقصرين والمُخطئين والمسيئين.

مولاي السلطان هيثم المعظم إن عُمان في عهدكم بخير وستبقى بخير، وجلالتكم ستبقون الأب الحاني والمربي الفاضل والقائد الفذ لنا جميعاً، ودمت لنا سلطانا كريما وعاهلا مفدى، وحفظكم الله في حلكم وترحالكم، وبارك جهودكم ومساعيكم ودمتم.

تعليق عبر الفيس بوك