مشروع الطريق الساحلي.. متى يرى النور؟

 

سعيد غفرم

said.gafaram@gmail.com

ألا ترون أنَّه من الضروري إنشاء الطريق الساحلي "المغسيل- رخيوت- ضلكوت" الذي يختصر مسافة 60 كلم تقريبًا، كان يقطعها المواطنون في التنقل عبر طريق جبل القمر الحالي، إضافة إلى استحداث مناطق سياحة جديدة، قد تكون مقصدًا للسياح على مدار العام، مثل الفزايح ورأس ساجر والحوطة وخرفوت.. وغيرها من المدن والقرى الساحلية التي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق البحر أو سيرا على الأقدام.

ولا يزال الكثير من أهالي المنطقة يعولون على تنفيذ هذا المشروع المهم إلا أنه لم يرَ النور حتى الآن، وأصبح مجرد أمنية، يتمناها الجميع أن تتحقق قريبًا، حتى تنتهي معاناتهم اليومية من صعوبة الطريق الجبلي الذي يسلكونه خاصة في الأنواء المناخية المختلفة.

تقع منطقة خرفوت بين ولايتي ضلكوت ورخيوت وقد جاء ذكرها في خارطة الإدريسي عام 1154م التي رسمها لملك صقلية "روجر الثاني" من ضمن المناطق والمعالم التاريخية القديمة في أرض الشحر وهي جون الحشيش، خورتان ومورتان (جزرالحلانيات)، حاسك، قبر هود، مرباط، خرفات (خرفوت)، غب القمر.

كما يعرف رأس ساجر بـ"إيراش أسجر" أو "إيراش أخزمة" باللغة الشحرية، ويتبع إدارياً ولاية رخيوت ويعتبر أحد الرؤوس الواقعة بين رخيوت والمغسيل، فقد ذكره الفرنسي جاك نيكولاس بيلين في خارطته التي رسمها عام 1740م، ويعتبر من أبرز معالم خط الساحل وأعلى القمم الجبلية العالية في سلسلة جبال القمر ويمكن مشاهدته من مسافات بعيدة عبر السفن في البحر، مما يساعد الربان في تحديد مواقعهم ووجهتهم المقصودة.

هذه المواقع المميزة شاهدة على حضارة أمة ومنطقة ضاربة جذورها العريقة في أعماق التاريخ، لما تمتلكه من مقومات سياحية وطبيعية وتاريخية وحضارية، قادرة على تشجيع  الاستثمارات السياحية فيها كإقامة فنادق رائعة ومُنتجعات سياحية فاخرة وعمل مشروعات تنموية وترفيهية مما يُسهم في رفع المستوى المعيشي للسكان المنطقة ويعزز التنوع الاقتصادي في البلاد، إضافة إلى إقامة مُخططات سكنية لتشجيع المواطنين على العودة إلى  مناطقهم الساحلية بسبب زيادة وتيرة الحياة السريعة والتوسع العمراني المتزايد في ولاية صلالة.

لكن.. ما أهمية فتح الطريق الساحلي في منطقة الغربية؟

لعل وجود الطريق الساحلي لهذه المنطقة هو الأفضل، وذلك لأهميته في استقطاب المستثمرين لتنفيذ مشاريعهم السياحية في مواقع مختلفة على طول الطريق البحري وعودة المواطنين إلى الاستقرار في مناطقهم القريبة من الطريق الذي سيربط ولايات الغربية بولاية صلالة بعضها ببعض وسيوفر الكثير من المال والجهد والوقت على المواطنين في إنجاز معاملاتهم عند مراجعتهم المؤسسات الحكومية، وسيسهل على الصيادين نقل بضائعهم في أسواق مدينة صلالة، كما سيُساعد الأهالي على التنقل فيما بينهم وتوصيل الخدمات الصحية والغذائية اللازمة للسكان في أماكن إقامتهم؛ حيث تزخر تلك المناطق بمقومات طبيعية متنوعة ذات مناظر جبلية رائعة ومنحدرات وأودية تكسوها الأشجار الخضراء ومياه عيون جارية نابعة من سفوح الجبال الشاهقة وآثار تاريخية قديمة وشواطئ ساحرة الجمال تساهم في جذب السياح إليها.

وأخيرًا.. يأمل المواطنون من الحكومة الرشيدة الإسراع في إنجاز هذا المشروع الحيوي لما له من أهمية اقتصادية وسياحة وتجارية واستثمارية في محافظة ظفار، باعتبار الإنسان العُماني، هدف التنمية المستدامة وغايتها؛ بما يتواكب مع رؤية "عُمان 2040".

تعليق عبر الفيس بوك