‏راشد بن حميد الراشدي **

جاء يحمل قبسًا من نور أضاء به الكون وسما ينشر أريج الخير بين أمة لا تقرأ، فأصبحت أمتهُ سيدة البشرية بسماحة الدين والخلق الرفيع.

ابتهج الكون لمولده وارتعدت فرائص الروم والفرس لهجرته ودخوله مكة منتصراً بسيف الحق. رفع عماد أمة لم تكن تُعرفُ إلا بالجهل فأضحت سيدة الأمم ونزل القرآن خاتماً لكل الكتب والرسالات ففيه تبيان كل شيء وسعادة كل حي وإمام مبيناً لكل مجتهد ومُصيب.

صلى الله وسلم على نبينا محمد في الأولين والآخرين وجعلنا الله في حوزته وحماه شفيعًا لنا يوم الدين.

كل عام وأمة محمد ‏صلى الله عليه وسلم بخير وعافية وسرور.. كل عام والجميع لله أقرب إخلاصا وتوفيقا.

فمن رحاب ذكرى هجرة سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم نستشرف الآمال نحو تغير حال أمتنا التي هجرت العمل بما أُمِرت به من صلاح وإصلاح فأصبحت في تفكك وفتن ابتليت بها كقطع الليل المظلم وإلى تشرذمٍ وتشتت وتخلف وإنحدار ودمار لحق بها حتى كدنا لا نسمع عن مصائب في هذا الكون إلا وأمتنا يتبعها شيء منه.

تركوا الحق وتنافسوا على الباطل حتى أهدرت الأنفس والأموال والثروات بيد العدو الغاصب فبات الجميع يقتطعون لقمتهم السائغة من أوطان سلمت رقبتها لمن يكيد لها الشر والسوء.

اليوم ومع ذكرى فجر النور والخير للبشرية جمعاء يجب أن تراجع الشعوب طريقها أفراداً وجماعات ومجتمعات وأوطان ليسلموا من هذه الابتلاءات التي حاقت بالأمم ومنها أمة الإسلام التي كانت خير الأمم في كل مناحي الحياة وكانت سيدة العالم بعزة الإسلام وأخلاق سيد البشر وسنته العظيمة التي فاقت الزمن والمكان والخلق فلا حدود لرسالته صلى الله عليه وسلم ولا مكان لها سوى العالمين ولا خلق فقد أرسل للإنس والجن.

اليوم تطاول من تطاول على المصطفى الحبيب ولكن سيرته العطرة وبرهان ربه يذودان عنه صلى الله عليه وسلم فيرتد ذلك التطاول إلى نحور الأعداء وبأيديهم يسلط الله عذابه عليهم لعنهم الله.

فالعودة العودة والتوبة التوبة والرجوع الرجوع والسلامة السلامة لتحيا العزة وتقوى أواصر الثبات والاعتصام بحبل الله المتين لتعود الأوطان سلاماً رخاءً وتعود أمة محمد ‏صلى الله عليه وسلم تقود العالم من جديد لما يحب الله ويرضى ولتنكسر شوكة إبليس وجنوده من شياطين الإنس والجن ويعود الحق يسود العالم أجمع.

قال تعالى: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)" سورة التوبة.

كل عام وأنتم بخير وكل عام والجميع إلى الله أقرب.. اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين واحفظ سلطاننا وأيده بالحق واحفظ شعب عمان الكريم وسائر الشعوب من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وارفع عنَّا الأسقام والأمراض والغلاء وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية