التشغيل والحماية الاجتماعية

أحمد بن خلفان الزعابي

بما أن الشباب هم عماد الوطن وثروته ورصيده الاستراتيجي، وبما أنهم قادة المستقبل وهم من سيواصلون مسيرة البناء لأجل النهوض بهذا الوطن، إذًا ومن هذا المنطلق، نستطيع أن نرى بوضوح الاهتمام السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- بملف تشغيل الشباب.

والتوجيهات المتوالية للمقام السامي في هذا الشأن وترؤس جلالته شخصياً الاجتماع الأول للجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للتشغيل بتاريخ 5 يوليو 2021، وكافة التوجيهات السامية التي من شأنها توفير فرص عمل للشباب العماني في مختلف أجهزة الدولة والقطاع الخاص وكذلك مبادرات التشغيل الذاتي والتوظيف بالعقود المؤقتة، جميعها تأتي بحلول لهذه القضية.

هنا يتوجب الأخذ في عين الاعتبار أن تكون الحماية الاجتماعية حاضرة في مختلف مبادرات التشغيل؛ فالموظفون بالعقود الدائمة تسري عليهم قوانين أنظمة التقاعد والتأمينات الاجتماعية المطبقة لمختلف قطاعات الأعمال، وأصحاب الاعمال والعاملون لحساب أنفسهم كذلك لديهم تغطية من خلال نظام التأمينات الاجتماعية على العمانيين العاملين لحسابهم الخاص ومن في حكمهم.

يبقى لدينا من سيعمل ضمن عقود العمل المؤقتة وكذلك عقود العمل لبعض الوقت؛ لأن شمول كل من يعمل بالرغم من اختلاف نوع عقد العمل بالحماية الاجتماعية يعد حق مشروع يضمن للعامل واسرته جانب من جوانب الحماية لتغطية مخاطر إصابات العمل والأمراض المهنية ومخاطر الشيخوخة والعجز والوفاة، وهذا حق مكفول للمواطنين وفقاً لما أشارت له أحكام المادة 15 من النظام الأساسي للدولة.

إضافة إلى ذلك، فان تمتع الشباب بالحماية الاجتماعية يعتبر عامل تشجيع لبقية الباحثين عن عمل للانخراط في العمل بمهن ووظائف عقود العمل الجزئي والعقود لبعض الوقت، كما يتطلب أن يحظوا ببعض الامتيازات الأخرى الإضافية، كإمكانية المنافسة على الوظائف الحكومية الشاغرة دون قيود، وإمكانية تحويل مدد خدمتهم بين صناديق التقاعد، وأن لا يؤثر عملهم على وضعية الأولوية في الحصول على فرص عمل أفضل.

ومن جانب آخر، فإن توفير الحماية الاجتماعية لمثل هذه الأنواع من العقود يجنبنا العودة لما كان عليه الحال قبل عام 2011 بالنسبة لعقود العمل بالأجر اليومي لدى بعض الوحدات الحكومية والتي كان معمول بها في تلك الفترة، وتم معالجة بعضها من قبل الحكومة لمن كان على رأس العمل.

ولكون ملف تشغيل الباحثين عن عمل قد أخذ موقعاً عالياً ضمن أولويات مهام الحكومة، إذًا فإننا سنشهد انفراجة خلال قادم الوقت، وعلى الشباب استغلال الفرص السانحة للتوظيف بمختلف أشكاله دون أي تردد أو تأخير.

تعليق عبر الفيس بوك