فايزة بنت سويلم الكلبانية
تلجأُ دول عدة حول العالم إلى تعزيز مشاريع الطاقة المُتجددة، ولاسيما في ظل تواصل تراجع أسعار النفط عالميًا وتأثير ذلك على الميزانيات العمومية، وما تخلفه أيضًا من تأثيرات على الاقتصاد والحياة الاجتماعية، وسط تعالي الأصوات للعمل على حلول للتنويع الاقتصادي، والذي يصطدم اليوم بتحديات انتشار فيروس كورونا وتداعياته العنيفة، والذي بدوره "زاد الطين بلة".
فقد تضاعفت التحديات في هذه المرحلة أمام المواطن، وحديث الشارع اليوم يتمثل في النتائج الاجتماعية السلبية لرفع الدعم عن الكهرباء، وانعكاساته السلبية على ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء بنسب مُبالغ فيها وغير منطقية. وتعددت المبررات والأسباب في ذلك، لكن الأثر يظل واحدًا على المستهلكين لتعالي أصوات الشكاوى من مختلف فئات المجتمع، وقد ترجمها الحراك المجتمعي على وسائل التواصل الاجتماعي عبر وسم (هاشتاج) "#لن_ندفع_فاتورة_الكهرباء".
ولذا فإنَّه أصبح من الضروري اليوم العمل على تفعيل "استراتيجية الطاقة البديلة" بشكل أكثر جدية وفعالية، لاسيما وأنَّ بلادنا تزخر بأجواء شمسية شديدة الحرارة، وهذا المناخ سيساعد كثيراً على نجاح تجارب الطاقة الشمسية، واستخدام الألواح الشمسية وضبطها في الاستخدامات اليومية والذي سيعمل على نقلة نوعية في استخدام الطاقة لنحول الأزمات إلى فرص.
إننا اليوم أمام حتمية قيام الجهات المختصة والأفراد بتفعيل توظيف الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء، وفي كثير من دول العالم نجد أنَّ البنوك التجارية تعمل على تقديم قروض لتمويل مشروعات الطاقة الشمسية، وذلك ضمن مبادراتها نحو تنمية مستدامة ودعما منها لترشيد وكفاءة استخدام الطاقة البديلة في ظل الظروف الراهنة من سوء الأوضاع الاقتصادية.
ففي ظل أزمة ارتفاع فواتير الكهرباء، نجد الكثير من المُغردين ينادون بين مؤيد ومعارض بضرورة التحول إلى اقتناء وشراء أنظمة وألواح الطاقة الشمسية البديلة للتخلص من أزمة ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء، ولكن بالفعل لو أخذنا الأمر بجدية في ظل ما يشهده طقس البلاد من ارتفاع شديد في درجات الحرارة سنُحقق نتائج إيجابية لهذا التحول في استخدام الطاقة البديلة ويكون حلاً لعدد من التحديات في قطاع الطاقة.
فبالرغم من أنَّ استخدامنا للنفط لا يقتصر على قطاع الطاقة فقط، ولكن هذا بدوره سيكون حلا أمام ارتفاع الفواتير، إلى جانب القلق الذي يُراود الجميع من نضوب احتياطيات البترول والتخلص من أسعاره المتذبذبة عالميًا وما يترتب عليها من تغييرات في الحياة اقتصاديًا واجتماعيًا، كما سيُساهم في تخفيف الأضرار البيئية الناجمة عن بعض الاستخدامات الأخرى كحرق الوقود الحفري والذي يتمثل في البترول والفحم والغاز الطبيعي وغيرها، والذي تستفيد منه الكثير من الدول ويعد مصدرا من مصادر الطاقة أيضًا.
نتطلع بقوة إلى تكاتف الجهود بين المُؤسسات الداعمة للابتكار والإبداعات الشبابية، إلى جانب المؤسسات الداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لرفع الوعي نحو ضرورة التَّوجه للعمل على الاستثمار في شركات تتجه لاستخدام الطاقة البديلة ولاسيما الطاقة الشمسية وإخضاعهم لدراسات جدوى وتأهيل وتدريب والاستعانة بخبراء في مجالات الطاقة لنجاح أعمال مؤسساتهم، إلى جانب الاهتمام بإدخال مناهج تعليمية بمُختلف المؤسسات التعليمية لتشجيع الابتكار في الطاقة البديلة، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في هذا الجانب.