الرؤية- أحمد الجهوري
بدعوة من شركة "طيران السلام" زار عددٌ من الصحفيين والإعلاميين جمهورية البوسنة والهرسك، وذلك في رحلة تدشين طيران السلام لوجهتها الصيفية الرابعة للعاصمة سراييفو في تاريخ 12 يوليو الماضي.
وتعد سراييفو إحدى الوجهات السياحية الناشئة والمميزة في العالم؛ حيث يلتقي الشرق بالثقافة الحديثة للغرب، كما صنفتها منظمة اليونسكو مدينة إبداعية. ومع إطلاق خدماتٍ مباشرة إلى سراييفو، يكون طيران السلام قد قدَّم وجهته الصيفية الرابعة لعام 2021، مما يمنح مسافريه من السلطنة خيارًا إضافيًا إلى جانب الوجهات الصيفية الثلاث الأخرى التي تم الإعلان عنها سابقًا وهي إسطنبول وطرابزون وشيراز.
واستطاع فريق طيران السلام توفير جميع سبل الراحة والخدمات العامة للفريق الإعلامي عبر الرحلة المباشرة التي تربط مسقط بسراييفو في رحلة طيران استغرقت 6 ساعات بقيادة الكابتن محمد أحمد الرئيس التنفيذي لطيران السلام بطائرةA320NEO وهي ضمن أحدث طائرات أسطول طيران السلام، وتتميز هذه الطائرة بممرات رحبة ومساحات تخزين أوسع لتمنح الضيوف مستوى متميزاً من الراحة خلال السفر.
ووفق البرنامج الذي أعده طيران السلام، زار الفريق عدداً من المواقع السياحية التي تتميز بها العاصمة سراييفو والتي كان من أهمها "نفق الأمل" أو "نفق الحياة"، والذي يحكي معاناة الشعب البوسني؛ حيث شُيّد هذا النفق في عام 1993 أثناء حصار مدينة سراييفو وكان ممرها الوحيد إلى العالم الخارجي أثناء الحصار الذي استمر حتى نهاية شهر فبراير من عام 1996.
"نفق الحياة"
واستغرق بناؤه أكثر من ستة أشهر بواسطة المعاول والمجارف، وكانت وسيلة الإضاءة المستخدمة من قبل العمال هي الشموع، وفي نهاية شهر يونيو من العالم 1993 اكتمل تجهيز النفق وبدأت الاستفادة منه مباشرة في اليوم التالي ليصبح متنفسًا للمدينة، وتكمن أهمية "نفق الحياة" الذي بدا حفره في تلك الظروف مستحيلا، لكنه أصبح حقيقة تحت الأرض بعد 104 أيام من الحفر المتواصل، مما غير معادلة المعركة، وتم إنقاذ نصف مليون بوسني كانوا أمام خيارين، إما الاستسلام للصرب وإما الموت جوعًا.
كما زار الفريق الإعلامي حديقة "منابع نهر البوسنة"، والتي تعد من أهم المواقع السياحية التي يقصدها السياح بالعاصمة سراييفو والتي تمتاز بأشجارها المتنوعة ومناظرها الخلابة وتدفق غزارة النهر الممتد فيها، وأقيمت على جوانب الحديقة الجسور الخشبية لتساعد الزوار على التنقل بين أطراف ضفاف النهر وتنتهي بالزائر إلى جولة بالعربات التي تجرها الخيول.
ومن المواقع المهمة زيارة سوق الباشجاريشيا وهو سوق قديم على الطراز العثماني يحتوي على العديد من المحلات الصغيرة لبيع منتجات الحرف اليدوية والمطاعم والمقاهي التي تقدم أشهى المأكولات البوسنية التقليدية، كما يحتوي السوق على معالم رئيسية وهي مسجد خوسربيك، وبرج الساعة بساحة الغازي خوسربيك، وسبيل الماء الذي بناه والي البوسنة محمد باشا كوكافيتسا عام 1754 في حي باشارشيا يعد من أشهر العيون التي يقصدها السائحون نظرا لجماله الهندسي واعتباره معلما شهيرا.
أما مدينة ترابيفيتش فعاش فيها الفريق الإعلامي تجربة فريدة بقيادة الدراجات النارية وسط الغابات والصعود إلى أعلى الجبل، وتقع المدينة في جنوب شرق البوسنة والهرسك قرب مدينة سراييفو والجبل مطل عليها، ويعتبر من أجمل المناطق الريفية في سراييفو؛ حيث يرتفع عن سطح البحر حوالي 1600 متر، وهو من أجمل الأماكن السياحة في سراييفو والموطن الطبيعي للعديد من أنواع الأشجار والنباتات ومن أشهرها البلوط والصنوبر والزان.
وتحتوي جمهورية البوسنة والهرسك على مدن سياحية متعددة تستحق الزيارة والتي من أشهرها مدينة بيهاتش والتي تبلغ مساحتها 900 كيلومتر مربع، وهي من أجمل وجهات السياحة في البوسنة والهرسك التي تمتاز بظروف مناخية مميزة، ويقطن المدينة ما يقرب من 70 ألف نسمة، وتستند أحافيرها لوجود حياةٍ بشرية منذ العصر الحجري وحتى العصر الحديدي المبكر، وتتضمن المدينة العديد من المعالم التاريخية والحضرية، وتتميز بطبيعة فريدة من نوعها، وتعتبر من الوجهات المفضلة لزوار المنطقة المحليين والدوليين.
ويمر عبر المدينة نهر أونا الذي يعد بمثابة معرِّفٍ لها منذ عدة قرون، وتحتضن منطقة عبوره الشلالات والوديان التي تضم الينابيع، وقد تم الاهتمام بالمدينة من قِبل حكومة البلاد نظرًا لتاريخها العريق وموقعها الجغرافي بإقامة المحميات النباتية الطبيعية لاستخدامها كمتنزهاتٍ وحدائق.
هذا إلى جانب مدينة موستار والتي تبعد عن العاصمة سراييفو 120 كم فقط، وهي مدينة أثبتت أنها نموذج جيد للتعايش بين مختلف أعراق البوسنة والهرسك، ويستمتع زائرها بمناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية الخلابة، وتتميّز موستار ببيوتها ذات الطابع التركي القديم، وبجسر ستاري موست القديم الذي أكسبها اسمه.