قابوس.. وعد فأوفى

مريم البادية

 

في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من يوليو عام 1970، تولى الغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في وطننا العزيز عُمان، ليحكم السلطنة طيلة 49 عاما ونيف، حيث وافته المنية في يوم الجمعة 10 يناير 2020.

في تلك العقود الخمسة من حكم قابوس، أشرقت على عمان وشعبها شمس النهضة المباركة، فكان- رحمه الله- مؤسسًا لنهضة شاملة في ربوع الوطن، ورافعا رايتها خفاقة محليًا ودوليًا وعالميًا. ومنذ توليه مقاليد الحكم وعد قابوس بالإسراع في إصلاح الدولة وتحقيق العدالة بإعطاء الرعية حقوقها والحفاظ عليها.

وفي هذا المقال لم أجد من الكلمات أو العبارات ما تصف هذه الذكرى، أفضل من إعادة نشر الخطاب التاريخي الأول للسلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد..

بسم الله الرحمن الرحيم

شعبي..

أتحدث إليكم كسلطان مسقط وعُمان بعد أن خلفت والدي يوم 18 جمادى الأولى 1390 هـ الموافق 23 يوليو 1970م.

كنت ألاحظ بخوف متزايد وسخط شديد عجز والدي عن تولي زمام الأمور.. إن عائلتي وقواتي المسلحة قد تعهدوا لي بالطاعة والإخلاص.. إن السلطان السابق قد غادر السلطنة، وإني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن أبدأ بأسرع ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية وأول هدفي أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها.

أيها الشعب..

سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل.. وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب، كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي، وإني متخذ الخطوات القانونية لتلقى الاعتراف من الدول الخارجية الصديقة، وإني أتطلع إلى التأييد العاجل والتعاون الودي مع جميع الشعوب وخصوصا مع جيراننا وأن يكون مفعوله لزمن طويل والتشاور فيما بيننا لمستقبل منطقتنا.

أصدقائي..

إني أستحثكم الاستمرار في معيشتكم المعتادة وَإنِّي سأصل إلى مسقط خلال الأيام القليلة القادمة وهدفي الرئيسي ما سأخبركم به.

شعبي..

إني وَحُكُومَتِي الجديدة.. نهدف لإنجاز هَدَفنَا العام.. شعبي وإخواني.. كان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على مسقط وعمان وعلى أهلها. حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق.

تعليق عبر الفيس بوك