علاقات راسخة.. وتكامل اقتصادي متين

راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

مع اليوم الأول من العَشر الأوائل من ذي الحجّة، يرتقب العالم زيارة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أبقاه الله- في زيارة تُصنف على أعلى مستوى كزيارة دولة؛ نظراً لأهمية الزيارة ووقتها وقراراتها التي يتطلّع أبناء البلدين لها في مختلف المجالات.

زيارة السلطان هيثم للمملكة هي الزيارة الرسمية الأولى له خارج السلطنة وهي تُعيد للأذهان الزيارة الرسمية الأولى لجلالة السلطان قابوس بن سعيد للمملكة عام 1971 ولقائه بأخيه الملك فيصل بن عبدالعزيز- طيب الله ثراهما- قبل خمسين عاماً، وهو ما يُعزز من رسوخ العلاقات بين بلدين شقيقين مصيرهما واحد وآمالهما واحدة.

إن التكامل الاقتصادي المنشود بين الدولتين والتعاون في المجالات الأخرى ذات الأهمية يأتي بناءً على رغبة قيادتي البلدين، وعلى المقومات الاقتصادية والتنموية والموقع الجغرافي والثروات الطبيعية التي تزخران بهما إضافةً للثورة الصناعية والتكنولوجية التي تشهدها البلدان مع بساط الأمان والقوانين السلسة التي تذلل كافة الصعوبات سعيًا نحو التبادل التجاري والاستثماري في مناخ آمن ومتين مما يجعل التكامل الاقتصادي قوي البنيان في مختلف مجالاته ويُشجع الاستثمارات التي ستتدفق بين الشقيقتين.

والمجالات التي أعلنتها الرياض حول الزيارة المرتقبة من خلال  الاتفاقيات  المشتركة بين البلدين في تسعة مجالات تتمثل في التوقيع على مذكرات التفاهم في مجالات الشباب والرياضة، والمجال الثقافي، ومجال التقييس، والمجالات التجارية، ومجال الإعلام المرئي والمسموع، والمجال الإذاعي والتلفزيوني، والمجالات التجارية، ومجال تشجيع الاستثمار، ومجال الاتصالات وتقنية المعلومات والبريد ومجال النقل والتي من المتوقع أن تعمل على تعزيز التعاون التجاري ورفع معدلات الفرص الاستثمارية والمشروعات المشتركة بين البلدين.

وما تتمتع به المملكة من ميزان تجاري كبير في المنطقة مع الإمكانيات الكبيرة ووجود الكثير من المناطق الصناعية والمناطق التجارية الحرة وكذلك تميز السلطنة بمُقوماتها التنموية والتطور في مختلف القطاعات الحيوية ووجود عدد من المناطق الحرة والموانئ العملاقة المطلة على المحيط الهندي مع رغبة قيادة البلدين في تعزيز أواصر التعاون المُثمر وتقديم كافة التسهيلات لدعم هذا التكامل سيخلق الكثير من الفرص والمجالات الاقتصادية والتي ستساهم في دعم الاقتصاد وتشغيل القوى الوطنية وإيجاد المناخ الملائم لنمو التبادل التجاري والاستثماري في ظل افتتاح الشريان الحيوي بين المملكة والسلطنة عبر الطريق البري الجديد والذي سيُشكل علامة فارقة لهذا التعاون من خلال تسهيل ومرونة حركة تنقل البضائع والركاب بينهما.

اليوم.. نأمل من الله العلي القدير أن تكلل الجهود المبذولة بالنجاح والتوفيق وأن تذلل كافة الصعاب في سبيل نجاح ذلك التكامل بين المملكة والسلطنة ودعاؤنا أن يحفظ الله البلدين الشقيقين قيادة وشعباً وأن يكون هذا التعاضد فاتحة خير علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.

وكل عام وأنتم بخير.

تعليق عبر الفيس بوك