اللغة العربية.. نهضة وطن

 

زين بن حسين الحداد

 

تتسابق الدول العظمى في دعم المجال العلمي والابتكار وتطوير التكنولوجيا لأنها تعلم أن الأمم لا تنهض ولا تسود إلا بالعلم، وعند النظر إلى قائمة الأكثر تطورا علميا وثقافيا وفي شتى المجالات ستجدها تلك الدول التي حافظت على هويتها ولغتها الأم في التعليم.

أكدت التقارير والدراسات أن التعليم باللغة الأم أكثر نفعًا وأسهل من الدراسة باللغات الأخرى، وهذا ما تؤكده الأرقام حيث إن أفضل جامعات العالم تقوم بتدريس طلابها بلغة أهل البلد. وقد أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في ذكرى اليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير 2016 "أن أفضل الدول الرائدة عالمياً تدرس بلغتها الأصلية".

إن من أهم أسباب تراجع جودة التعليم وقلة أهل العلوم وتأخر النهضة العلمية الابتعاد عن التدريس باللغة العربية في جامعاتنا فيضيع الطالب بين الترجمة والحفظ والفهم ويذهب أغلب وقت الطالب في الترجمة بدلاً من استغلال الوقت باكتساب المعرفة في التخصص وبذلك يصعب على الشخص الفهم الصحيح الكامل ومن ثم يمنعه من الإبداع والتطوير في هذا المجال.

ما المانع في أن تُدرّس التخصصات باللغة العربية كالطب والهندسة وباقي العلوم والذي سيساهم بنهضة علمية ولا نقصد بذلك تعطيل اللغات الأخرى ومن أهمها الإنجليزية بل أن تكون اللغات الأخرى مهارة إضافية للدارس لا سببا في تعطيله وتحبيطه عن مواصلة الدراسة فقد أصبحت تلك اللغات شرطا أساسيا لإكمال الدراسة. علمًا بأن النظام الأساسي للدولة نص على "أن لغة الدولة الرسمية هي اللغة العربية" وعلى المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة أن تلتزم بهذا القانون لما له من فوائد.

إنَّ التنازل عن لغتنا هو عبارة عن ضعف ولا يعطيها قيمتها الحقيقة وهو ما تنبهت له التجربة الماليزية حيث ألغت تدريس الرياضيات والعلوم بالإنجليزية بعد مرور 6 سنوات فقط بعد أن أثبتت التجربة فشلها. لذلك نقول إن تمكين اللغة العربية في الجامعات سيصنع نهضة علمية مشرقة بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك