طريق وادي حيبي يستغيث

 

د. خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

 

حياة الإنسان مهمة وهي أساس كل التنمية والتطور والتقدم الذي تنشده الدول، وإذا كان هناك اهتمام كبير من قبل الحكومة بالمحافظة على حياة المواطن من فيروس كورونا فإنَّ هذه الحياة هي نفسها عندما نفقدها على طريق غير مهيأ وأكلت السنين من عمره وشربت، فالأسبوع الماضي آلمنا فقدان إحدى الممرضات في طريق عودتها إلى منزلها، كانت تهتم وتراعي مرضاها وفي لحظات كانت ضحية من ضحايا طريق "وادي حيبي" الخطير.

الحديث مُتكرر عن هذا الطريق من قبل جميع مستخدمي الطريق ومن رواد التواصل الاجتماعي؛ حيث انتشر أكثر من وسم عن مُعاناة الأهالي من هذا الطريق وأطلعت على سؤال مقدم في مجلس الشورى إلى وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ونشرت الوزارة توضيحًا عن الطريق بعد الضجة الواسعة من مستخدمي الطريق بتاريخ  20/ 9/ 2020 وهذا نص التوضيح "قالت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إنها رصدت ما تمَّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن طريق وادي حيبي، وأشارت الوزارة إلى أنها تدرك أهمية إعادة تأهيل الطريق، موضحة أنها انتهت من أعمال التصاميم التفصيلية للمشروع وهو من ضمن أولويات تنفيذ المشاريع لدى الوزارة". وقد مضى على هذا التوضيح ما يقرب 10 أشهر، فهل الوزارة جادة في المضي بوعدها أم هي عملية تسويف وتأخير غير مبرر؟ إذا كانت الوزارة تدرك أهمية هذا الطريق الحيوي الذي يربط محافظة شمال الباطنة بمحافظة الظاهرة وهو الطريق الواصل والحيوي بين ميناء صحار التجاري والمملكة العربية السعودية، بمعنى أنَّه طريق اجتماعي واقتصادي وتجاري في آن واحد إضافة إلى أنه طريق سياحي حيث تقع على جوانبه مناطق سياحية جميلة.

الواقع يقول إن طريق وادي حيبي يحتاج إلى تأهيل سريع؛ حيث مضى على إنشائه أكثر من خمسة وعشرين سنة، وقد أنشئ بطريقة غير احترافية، فالطريق بدون أكتاف جانبية ولا حمايات تحمي المستخدم من المخاطر، كما تكثر به التعرجات والمنحنيات، طريق اخترقته الأودية كثيرا وساهمت في تشققه وتكسره في مواقع عدة، طريق أقل ما يمكن الكتابة عنه أنه منتهي الصلاحية ويحتاج إلى إعادة تأهيل عاجلة، طريق يستغيث بك يا وزارة النقل وتقنية المعلومات حتى تخرجيه إلى النور بحلة جديدة وبمستوى من الأمان حتى يسهم في المزيد من التواصل الاجتماعي الآمن والمزيد من النشاط التجاري والاقتصادي الواعد.

الطريق يفتقد لمقومات السلامة المرورية والحوادث تكاد تكون أسبوعية، إذا لم تكن يومية، كل يوم نسمع عن ضحايا هذا الطريق، كل المطالبات والمناشدات والتمنيات من قبل الأهالي وقاطني مناطق وادي حيبي والأودية الأخرى الذين يستخدمون هذا الطريق بشكل يومي تتوجه إلى وزارة النقل وتقنية المعلومات للاستعجال في تنفيذ تأهيل هذا الطريق حتى لا نسمع عن ضحايا آخرين ومصابين تضج بهم المستشفيات، فيكفي ما نعانيه في ظل انتشار فيروس كورونا والخسائر البشرية التي نتكبدها يوميًا.

حفظ الله عُمان وسلطانها وأهلها من كل مكروه، ودمتم ودامت عمان بخير.