◄ توعية أولياء الأمور والعاملين في هذه المراكز بالجوانب الطبية والصحية الواجب اتباعها خلال الجائحة
مسقط- الرؤية
تعكف وزارة التنمية الاجتماعية على تنفيذ البرنامج الصيفي في مركز التقييم والتأهيل المهني ومراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في مُختلف محافظات السلطنة، ويتضمن البرنامج على مدى أربعة أسابيع إقامة العديد من الأنشطة التأهيلية والترفيهية والتدريبية والتوعوية والتي تلبي حاجة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم.
وهذا البرنامج الذي تشرف على إقامته المديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة حتى 13 يوليو المقبل، يهدف إلى تطوير القدرات والمهارات المختلفة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتنمية مواهبهم في مختلف المجالات، وتخفيف الآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا " كوفيد19"، وأيضًا تدريب أولياء الأمور على بعض المهارات التي تساعدهم على تلبية حاجات أبنائهم بالمنزل، وتوعية أولياء الأمور والعاملين في هذه المراكز بالجوانب الطبية والصحية الواجب اتباعها خلال فترة الجائحة، إلى جانب الترفيه الموجّه لإدخال البهجة والسرور في نفوس الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال الشاذلي بن مبروك الشرميتي أخصائي تأهيل توحد: "في ظل استمرار جائحة كورونا جاء تطبيق هذا البرنامج الصيفي لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في المركز، وهناك استجابة من أولياء الأمور لإشراك أبنائهم في هذا البرنامج وبواقع 4 ساعات يوميًا، وخلاله يتلقى الأطفال نصيبهم من الفقرات الرياضية، وجلسات التربية الخاصة، وعلاج النطق، والعلاج الوظيفي، وفقرات الأنشطة الفنية، وحصة المطبخ التعليمي، وآخرها حصة الاستقلال الذاتي، ويقتصر حضور كل نشاط ينفذ على حالة واحدة فقط، وذلك وفقًا للإجراءات الاحترازية المتبعة في المركز، إلى جانب إقامة برنامج توعوي لأسر هذه الحالات، وذلك لتدريب الأسر وتوعيتهم بالطرق الصحيحة للتعامل مع أبنائهم خارج نطاق المركز".
ويتلقى الطفل حمد بن محمد السيابي المصاب باضطراب طيف التوحد، جلسات تأهيلية، وأثناء الحديث معه لنا عن حبّه لفن الرسم وأنشطة القص واللصق والتلوين وعمل أشكال مختلفة من مادة الصلصال، كما عبر عن ارتياحه لأنشطة المركز، وبلغته الطفولية أوضح أنه يتمنى اقتناء دراجة نارية وآلة تصوير فوتوغرافية.
وفي فناء المركز رأينا فتاة برفقة مدربتها تمارس بشغف عددًا من المهارات الرياضية فالتقطنا لها عددا من الصور، وما أن اقتربنا منها حتى أفصحت عن اسمها فقالت: "أنا تسنيم بنت سيف البكرية أمارس في مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ببدبد عددا من الألعاب الرياضية كالجري وكرة السلة وكرة الطائرة، وأيضًا أنشطة وهوايات أخرى كعمل المجسمات، وزراعة الشتلات، وصنع زيت السمسم وزيت النارجيل، وممارسة العمل الميداني في إحدى المحلات التجارية الواقعة في نطاق الولاية". وبينت خلال حديثها أنها أنهت الصف التاسع، وأفصحت عن حبها لمواد الرياضيات والعلوم والإنجليزي والمهارات والحاسوب والموسيقى، وتتمنى في المستقبل أن تكون شرطية.
وقالت وفاء بنت علي أخصائية علاج وظيفي إن برنامج العلاج الوظيفي يشمل المجالات الذهنية والحركية والحسية والسلوكية للوصول بالحالة قدر الإمكان إلى الاستقلال الذاتي والدمج الاجتماعي في المحيط الأسري والبيئة الدراسية. وأكدت أن مجال الإرشاد الأسري أهميته لأولياء الأمور من حيث توجيههم للتعامل مع أطفالهم بطريقة صحيحة مما يخلق جواً من التعاون بين الأسرة والمركز للوصول بالطفل إلى تحقيق نتائج إيجابية لحالته، مع ضرورة حرص أولياء الأمور على مواصلة تدريب أبنائهم على المهارات التي تكتسب في المركز، والتعامل مع الأبناء بطريقة متساوية وعادلة.
وأوضحت انتصار بنت ناصر الندابية مساعدة فنية في مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ببدبد أنَّ قسم العلاج الطبيعي يتعامل مع أطفال لهم مستويات إعاقة بسيطة ومتوسطة وشديدة، وتقديم العلاج لها وفقًا لمستوى الإعاقة، كما توجد حالات شديدة يهدف تقديم العلاج الطبيعي لها لمُعالجة التشوهات من خلال المعينات والأجهزة المتوافرة في هذا القسم.
وذكرت عائشة بنت منصور الرحبية معلمة تربية خاصة أنها متخصصة في تعليم الحالات من ذوي الإعاقة الذهنية وفئة متلازمة داون على أساسيات الطبخ كالقص بأداة آمنة، وأداة عصر العصائر من خلال مطبخ مصغر، إلى جانب إكسابهم مهارات الحياة اليومية التي تغرس فيهم الاستقلالية.
وتعمل مُنيرة بنت حمود الكاملية فنية تربية خاصة على منح الحالات من ذوي الإعاقات الذهنية ومتلازمة داون جرعات تأهيلية تساعدهم على الاستقلالية وتنمية القدرات الإدراكية والحسية وذلك وفقاً لمستوى ودرجة الإعاقة، وتحدثت عن برنامج مينتسوري الذي يتم تطبيقه مع الحالات التي تبلغ عمرها أقل من 6 سنوات، مما ينمي لديها صفة الاستقلالية وتطوير قدراتها في الاعتماد على الذات في النواحي الشخصية. وسلطت الضوء على الجوانب الاحترازية المطبقة في مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ببدبد خلال تنفيذ البرنامج الصيفي ضد فيروس كورونا كفحص درجة حرارة الأطفال وتعقيم أيديهم فور استقبالهم في المركز، ووضع طفل واحد في كل قاعة لتلقي العلاج التأهيلي وعقب الانتهاء يتم تعقيم القاعة وتهيئتها للجلسة التأهيلية التالية، وهذا الإجراء ينسحب على جميع القاعات التأهيلية في المركز مع الحرص على لبس الطاقم التأهيلي الكمامات والقفازات وتعقيم اليدين بشكل مستمر.