"البودكاست" وتعزيز المعرفة القانونية

 

 

تماضر بنت هلال المسكرية

محاضرة في تخصص القانون التجاري

 

 

 

بعد مدة من الاستفادة والاستعانة بمجموعة من البودكاست القانونية والتي يتم تقديمها في العادة من قبل طلبة القانون الشغوفين بالمعرفة وبمشاركة المعرفة. أستطيع القول بأنَّ إمكانية استغلال البث الرقمي كأداة للمعرفة بشكل عام وأداة للمعرفة القانونية وتنمية المهارات بشكل خاص أمر أصبح شائعاً من جهة وعملي ومُثمر من جهة أخرى. فقد أدى استخدام التعليم المعزز تكنولوجياً إلى إحداث تغييرات كبيرة في تقدم العلوم القانونية داخل الفصول الدراسية، وأيضاً أسهم في تقديم ربط للمهتمين بهذه العلوم. وقد ثبت أنَّ هذه الوسائل تعزز التعرف على أنماط مختلفة للتعليم، وتوفر الفرصة لتجربة طرق التدريس الحديثة، وكذلك تشجع على الاتصال وتبادل المعارف المختلفة. ونتيجة لما سبق ذكره فقد تولد اهتمام باستخدام هذه الوسائل للعلوم المتنوعة بشكل عام وللعلوم القانونية بشكل خاص. وانعكس هذا الاهتمام على سبيل المثال في تشكيل مشروع غير رسمي للبودكاست على الهواتف المحمولة بهدف دعم العملية التعليمية، ويسعى هذا المشروع لتقييم تأثير البث الصوتي على تعلم الطلبة في مؤسسات التعليم العالي. ومن الجدير بالذكر أنَّ الأبحاث تشير إلى أن العمل الجماعي والتفاعل الاجتماعي يمكن أن يعزز التعلم ويسهل بناء المعرفة. وبهذا الصدد يمكننا القياس كيف أن التعليم من خلال الانضمام إلى الجمعيات أو النقابات الطلابية ومع ما يوفره هذا الانضمام من مشاركة متبادلة يسهل العملية التعليمية، ويضفي كذلك جوا من الحماس والمتعة. كل هذا في جو تنافسي يُحفز على تحصيل المعرفة.

ومن خلال التجارب فقد ثبت أن العمل مع الآخرين ومشاركة المعلومات عبارة عن خطوات ترفع مستوى التحصيل. الأمر الذي يقود إلى نتائج تفوق نتائج التعلم الفردي. حيث يتعلم العديد من الطلاب بشكل أفضل من خلال العمل الجماعي النشط سواء كان التعاون داخل الفصل الدراسي أو خارجه.

بناءً على ما سبق التطرق إليه، نجد أنَّ الطلاب سيعززون معرفتهم القانونية من خلال المشاركة في المنصات الرقمية المسموعة. ومن خلال خبرتنا، وجدنا أن الاستماع إلى هذه البرامج الصوتية المقدمة من قبل طلاب القانون. تعتبر طريقة فعَّالة لتحصيل معارف ومعلومات إضافية للتعرف على علوم قانونية ربما لم يستوعبها أو لم يتم شرحها بشكل مستفيض في المناهج الدراسية.

 

 

 

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ المشاركات المسموعة في هذه المنصات تعكس صورة حية لتنوع وعمق البحث الأكاديمي في مجال القانون. ويبدو أنَّ هذه الصورة الحية أعطت دافعاً بطابع تنافسي لطرق أبواب جديدة لمواضيع قانونية متنوعة ومختلفة. وهذه نقطة إيجابية أخرى متمثلة في إظهار قيمة البث الصوتي كوسيلة لتعزيز الحماس ودفع عملية تطور الدراسات القانونية، وهذه النقطة تسهم في توفير مساحة لمساعدة الطلاب على تحديد المجال القانوني المناسب لهم، ومن ثمَّ تركيز انتباههم في ذلك المجال بهدف التعمق العلمي أو حتى العملي. ويمكن القول أيضاً أن هذا الفهم للوسائل التعليمية المسموعة يمكن أن يعزز قدرة الطلاب على استيعاب متطلبات واقع العمل بشكل أوضح، الأمر الذي يسهم في تحسين الممارسة العملية مستقبلاً.

 

تعليق عبر الفيس بوك