د. خالد بن علي الخوالدي
قبل شهور توحدت الأصوات والتغريدات والأحاديث في المجالس وغيرها بضرورة توفير اللقاح وبأنَّ السلطنة تأخرت في توفيره، انتقادات لاذعة تعرضت لها وزارة الصحة لدرجة لا تُحسد عليها، واليوم بعد أن تمَّ توفير اللقاح، انقلبت الكفة وتصدر وسم "هاشتاج" (#شكرا_وزير_الصحة) موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
ومع توفر اللقاح رأينا الإقبال الكبير من قبل المُواطنين والمُقيمين على المواقع التي خصصت لأخذ التحصين. وهذا الإقبال يُفرح الجميع سواء القائمين والمنظمين أو حتى فئات المجتمع المختلفة، ولكن تبقى هناك فئة قليلة ما تزال تشكك في مأمونية اللقاح وتنشر الإشاعات والمقاطع الصوتية والمرئية التي توضح خطورة غير حقيقية ولا واقعية، ومن خلال رؤية سريعة لم أشاهد طبيباً عمانياً واحدا أو مسؤولا صحيا في السلطنة شكك في التطعيم الخاص بفيروس كورونا (كوفيد-19) خاصة تلك التي استوردتها السلطنة، وإنما أغلب الإشاعات تأتي من الخارج ومن أطباء غير معروفين وليسوا محل ثقة. واليوم ومع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي من السهل لأي شخص أن يسجل مقطعاً صوتياً أو مرئياً ويقول أنا طبيب أو عالم ذرة أو خبير وهو لا يفقه وليس له دراية ولا يعرف "وين الله حاشرنه"، وحقيقة لا مجال للاستماع لمثل هؤلاء، ومثل ما قال معالي وزير الصحة "لن نسعى لزيادة الأرقام على حساب صحة المجتمع، ولن نستخدم أية تطعيمات ليس لدينا معلومات وبيانات واضحة عن مأمونيتها"، لذا توقفوا عن نشر الإشاعات والتي لها أهداف شخصية ربما أو سياسية أو اقتصادية، فشركات الأدوية لها فئات تدفع لهم لتشويه صورة منافسيهم فما كل ما يُقال من هؤلاء صحيح، فقط استمعوا إلى ما يقوله المسؤولون لدينا عن الجانب الصحي فهم من تهمهم مصلحتكم.
الحمد لله أن هناك جهود جبارة بذلتها وتبذلها الجهات المختصة في مجال التطعيم وقد بادرت قبل فترة بسيطة بتطعيم طلاب الدبلوم العام وكل المعلمين والمعلمات الذين سيكون لهم دور في المراقبة والتصحيح، وخلال هذا الشهر- بحول الله- سيتم تطعيم كل موظفي الجهاز الإداري للدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية. وتسعى وزارة الصحة- كما نشر في الصحف المحلية- إلى تغطية جميع السكان المستهدفين باللقاح المُضاد لفيروس كورونا الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة فما فوق؛ أي ما يعادل 70 بالمائة من السكان، وستُنفذ على مراحل حسب توريدات اللقاح وفقًا للاستراتيجية الوطنية للتحصين ضد مرض كوفيد-19 التي وضعتها الوزارة.
ما علينا إلا حث أهلنا وشبابنا وكل فئات المجتمع لأخذ اللقاح حتى تعود الحياة إلى طبيعتها وننعم جميعاً بالصحة والعافية ويخف الضغط على المؤسسات الصحية التي تفرغت فقط خلال العامين الماضيين لمرضى كورونا ولم تقدم خدماتها بكفاءة عالية كما في السابق وتضرر من هذا مرضى كثر.
توقفوا عن نشر أية إشاعة أو معلومة مصدرها من خارج السلطنة تخص لقاحات (كوفيد 19) فهناك فئات تنتظر مثل هذه الإشاعات حتى تتراجع عن أخذ اللقاح، وهناك من يتخوف من أخذ اللقاح وعنده شك وريبة فيتعزز له هذا الشك، كونوا مصدراً للخير والصلاح ولا تكونوا مصدرًا لنشر المعلومات المضللة التي تؤثر على الناس وتطيل معها خطورة هذا الفيروس، الذي أهلك البشر والاقتصاد والتجارة والحياة بصورة عامة، وحدوا صوتكم وتوجهاتكم بما تنشره الجهات المختصة عن مأمونية اللقاحات، وتأكدوا وثقوا بأنهم يسعون جاهدين لمصلحتكم ومصلحة البلد، وأضم صوتي إلى أصوات من قال "شكراً وزير الصحة" ونشكر اللجنة العُليا على دورها الجبار ونشكر الطواقم الطبية والطواقم المساعدة على جهودها الوطنية المقدرة لدينا..
ودمتم ودامت عمان بخير.