إلى متى؟!

 

 

نوال الغسانية

 

ضجت الشوارع واحتج الشعب فقد نفذ صبر المواطن وباتت أحواله لاتطاق نظراً لِغلاء المعيشة وقلة التوظيف، وأصبح في كل بيت شباب يحملون شهاداتٍ عُليا وتجاوزت أعمارهم سن تحمل المسؤولية دون أن يجدوا ما يعينهم على ترتيب حياتهم وضمان مستقبلهم في العيش الكريم، وليسهموا في بناء وطنهم وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم الأمر الذي ولّد لديهم الخروج إلى الشارع نظراً لقلة الحيلة باتوا معها لايحتملون الانتظار أكثر مما انتظروا والسنين تمضي دون بصيص أمل.

فماذا يقول العقل والمنطق للحقيقة المرة والواقع الأليم، كل هذه المؤشرات جعلت لدى البعض ردود أفعال وأرغمتهم على الاعتصام والمطالبة بأقل حقوقهم، والحال هكذا فلا ينبغي لومهم ولا نرمي عليهم الثقل، فإن ثقلت الأوزان كثرت الأوزار، فإلى متى سيستمر الحال؟! لابُد من وجود حلول ترضي رغبة المواطن، والوطن يتسع لكل أبنائه وخيراته قادرة على أن تعم الجميع.

ليست كل المستويات واحدة ولا الطبقات أيضاً كما نُحِب ولكن كلنا يقين بالقدرة على الخروج من الأزمات بأقل الأضرار لإيماننا بأن عُمان حضنها يتسع لجميع أبنائها وخيراتها تكفل لهم الحياة الحُرة والكريمة. قد يقول البعض لماذا هذه الضجة الآن في ظل ظروف اقتصادية وصحية صعبة يُعاني منها كل العالم؟

نقول لهم إنما هذه كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير نظراً لتراكمات ماكان ينبغي لها أن تكون فيما لو كانت الأمور تسير وفقاً لمعادلات معلومة ويسيرة، فقد طال الصبر طويلاً دون بصيص نور في النفق.

فكثير من الأسر لاتجد قوت يومها وترجو من الله فك كربتها واستبدال أحوالها إلى الأفضل ويأملون التوظيف لأبنائهم من أجل العيش بسلام بعيداً عن اللجوء للآخرين، ويتطلب النظر إلى أحوالهم في بلد يحُفّها الأمن والأمان.

كلنا موقنون بأن الحلول موجودة فيما لو توفرت الإرادة الحقة وتغيير الأولويات، فقط علينا تكثيف الجهود المخلصة من أجل مصلحة الوطن وأبنائه.

عمُان ستظل آمنة مستقرة تتطلع إلى المستقبل المزدهر كما عهدناها حكومةً وشعباً فلنجعل آذاننا صاغية للقائد الأمين والحاكم الأصيل ولنستبشر خيراً في قادم الوقت فما من أمر طال مداه إلا وجدت له نهاية فتحلوا بالصبر ولاتجعلوا مكاناً للمغرضين بإفساد ماخلقتم ووعيتم عليه من مكارم الأخلاق.

دمتم يداً واحدة في ظل حاكم مجيد.

تعليق عبر الفيس بوك