يوسف عوض العازمي
alzmi1969@
"لا يتعامل التخطيط طويل المدى مع القرارات المستقبلية؛ بل مع مستقبل القرارات الحالية". بيتر دراكر.
--------------
عندما نتحدث عن البطالة فنحن نتحدَّث بالضرورة عن توافر أعمال تستوعب الأيدي العاملة بكافة تصنيفاتها ومُكوناتها، جهات حكومية (مدنية / عسكرية) تستوعب عمالة هائلة، وشركات كبرى تعمل على الاستفادة من العنصر الوطني للعمل لديها ولصالحها، وكذلك مشاريع متوسطة وصغيرة تحقق التوازن المناسب في سوق للعمل.
كذلك العمل على توفير بنية أساسية من القوانين التي تفتح آفاق الحلول المُثمرة مثل تحديد استقدام العمالة الوافدة وفق بنود محددة تنظيميا وزمنيا وماليا بما يحفظ حقوق الجميع، فالعامل الوافد الذي تحتاجه البلد ويُفيد ويستفيد وفق آلية مُعينة أهلاً وسهلاً به، وكذلك التأكيد على أنَّ هناك فارق شاسع بين أن تأتي كعامل (أياً كان العمل) لفترة مُعينة تعطي وتأخذ وفق الأنظمة، أو أن تأتي كمُقيم لا تُغادر البلد، هذه لها باب وتلك لها أبواب!
المُخطط الناجح للمُستقبل لا توجد في قاموسه كلمة مُستحيل؛ بل يضع خططاً تنموية واقعية وفق رؤى طموحة تنظر لمُستقبل أفضل، وأثناء العمل الخططي توضع أسوأ التوقعات وأقسى الظروف في أول بنود الخطة حتى يكون التعامل واقعيا ومهنياً خالصاً، لأن لا أحد يضمن الظروف، بل أحياناً تكون هذه الظروف أكبر من قدرة الإنسان مهما بلغت قدراته للتحكم في مآلاتها وتموجاتها، فمن كان يتوقع جائحة كورونا وما سببته من أمور يعلمها الجميع وأثرت حتى على حياة المواطن العادي في كل أرجاء المعمورة.
يُفترض وجود معلومات حقيقية عن البطالة وحجمها وما المؤهلات التي يملكها هؤلاء العاطلون عن العمل- إن وجدت- والبحث عن أفضل الطرق لتوظيف هذه الأيدي العاملة، كل حسب مؤهله أو ما يحتاجه السوق مع ضمان مبلغ إعانة شهري مُناسب ومعقول؛ لأنَّ دور الدولة مهم في توفير فرص العمل سيما وهي المستفيد الأول، فالوظيفة تساهم في تقليل معدلات "منع الجريمة + تأسيس أسرة" وغير ذلك..
كذلك من الأهمية بمكان توافق خطط توفير احتياجات سوق مع التخصصات العلمية في المعاهد والجامعات؛ إذ إنه ليس مقبولًا أن يبقى خريجو أحد التخصصات عدة سنوات بلا عمل بدعوى عدم الحاجة لتخصصاتهم، فهذه مشكلة تؤرق الكثيرين، لذلك مهم أن يتم التوافق بين خطط واحتياجات سوق العمل وفتح التخصصات العلمية بما لا يتعارض مع مواد القانون، تحقيقًا للمصالح المطلوبة.
أتقدم بخالص العزاء لأستاذي العزيز حسن الغزاوي من صحيفة "الجريدة" في دولة الكويت، في وفاة والده، تغمَّد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله جميعًا الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.