قطعة البسكويت

 

عائض الأحمد

من حقك أن تحلم وتتمنى وترسم لوحتك كما تشاء هذا مُؤكد، ولنا بعد هذا قبولها أو رفضها، فنحن نعقل ونسمع ونرى ولنا أحلام تُحلِّق بها أذواقنا أليس كذلك.

كما نفعل صغارا وكبارا لا نجد لذة في قطعة "البسكويت" قبل أن نُذيبها ونتلذذ بها وهي تفقد تماسكها مترنحة بين أصابعنا، تشبع النهم وترضي الذائقة، طلباً لسعادة نستشعرها وسلوكاً اعتدناه.

إنها الحياة يا سادة تأخذنا بكل ما فيها، ونحن نُريدها كما يحلو لنا، وإن لم يكن أخذنا نندب أيامنا، ونطعن حظنا حزنا وكمدا، هناك من تأتيه فيُدير لها ظهره، وهناك من يأتي لها فترفضه، كالشمس تغيب هنا وتشرق في مكان آخر بأجل قد قدر لها، هل تظن أنك ستتبعها وإن كان فما هي قدرتك، أم ستنتظر يوماً آخر لتأتيك صاغره.

أسوأ من يحدثك "متلون" يعتقد بأنَّه ينشر الفضيلة من خلال موقعه الذي ساقته له حسنة الأقدار، فلم يكن الأفضل أو الأجدر وإنما أتته فرحب وتشبث، ومارس عادته القديمة تملقاً وكذباً، يقول عنه محبوه ذكاء وينعته أمثالي بمن أين لك كل هذا؟

إن أردت صفاء سريرتك فلا تُحدِّث نفسك كثيرًا أو تُناقشها وأنت تنظر حولك دع أفكارك تسرح هكذا في ملكوت الله وعجائب خلقه، وخذ منها عبرة في أمم سابقة، لم يعد التاريخ يأتي على ذكرها.

الخيال أن ترى نفسك صانع الحدث، والغريب أن يصدقك الجميع، وأنت تحمل معول هدم من أجل بناء لن يصمد فأساسه هش ومعوله نحاس، أيامه كفيلة لتقنعك بأنه رهان خاسر، فما بال إخوتي هكذا ينظرون ولا يفعلون فقد زاغت الأبصار وتجلت الأفكار، فتمخظت خنوعنا ورضا، أقعد فنحن معك هاهنا قاعدون.

يستميحكم عذرا ويطالب المجتمع المخملي بإرسال فائض حسناته، يقول كما فعلتها سابقاً سأفعلها الآن وبكل صفاقة "وحماس" فلن تكون الأخيرة هناك أولى لعله يأتي "بفتح" قريب وينتصر هذا أكثرهم كذبا وحماقة، ثم يجتمع المهللون "الله أكبر الله أكبر" العزة لنا والعودة لهم بلا ريب، البحر ميت يصطاد فيه حمقى بشباك غيرهم، ويسكن بجواره مفلسون، زهدوا في كل شيء، إلا في المال وصناعة "الأزمات" فكلما مالت الأحوال هبوا أين أنتم وماذا ستفعلون.

ختاماً.. لمن تكتب ومع من تتحدث لما كل هذه "الجَلَبَةُ" والنحنحة "والتَعْتَعَةٌ" واستحضار "سيبويه" لتعلن عن نفسك، عزيزي هل تستطيع أن تحدثني كما تتحدث مع أسرتك ومحبيك، أتمنى ذلك.

*************

ومضة:

أنت صغير جداً لا أكاد أراك!!!! إذًا لماذا تغضب؟

*************

يقول الأحمد:

الأخلاق تشعر بالحنق عندما تتحدث عنها.

وعليك أن تعلم بأن الواهب لا ينتظر شكرًا، إنما يقدر من يحفظ المعروف.