عُمان بخير

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

بلادي من ذا الذي قال فيك شيئًا هو لا منك ولا فيك، ومن ذا الذي سرَّه أن يبقي مآقيك، محزونة تبكي على ماضيك ويا ماضيك.. بلادي يا موطن الأحرار لا خير فينا إن ما صنا أراضيك، حيا بلادي حيا يا أمي وعشقي، يا من كان أحمدٌ خير داعيك، ويا من كان أهلك عُرب للخير باغيك، يا من إذا جنَّ الليل قام ناصيك، يدعو يا رب أرضاً ما خاب بانيها ولا فيها.

عُمان قبلة التاريخ والسلم مستوطنٌ فيها، يعلي أعاليها مبانيها بهاديها، بها أهل لا خانوا ولا بانوا بقوا فيها، نعمّ هم من صُحب لا نادى في الوغى سلطان لبوا فداك سلطانا، فداك لا نرضى لك الذل لا نرضى بمن عاداك، ما عاش من قال غير ذاك وعاداك.

شعبك بتَّار قاطع، لمن ذاك الذي بالسوء ناويك، نذرا عليا أن حبك في دمي، وعهدا لا حدت وبالخير طاريك.. مأوى الطفولة والصبا؛ بلدي ما طاب العيش إلا فيها وأنا فيها.. هي للثناء منازل ما دمت حيًّا باقياً أنا فيها.

حينما تترجل الكلمات وتنبري لتكون في عُمان، فإن لا شيء يوقف عبارات الشكر والشعر لتنساب عذبا نبلا، ولا شيء يوصف الشوق ومهد أبي، ولا شيء بغيرك أرضى يا أرض الكرامة والعروبة والمحبة والهوى، يا حاضر ومستقبل وماض وآمال وإشراق ورمز من عهد نبي.

لا يخفى على كل من يعرف بلدي عُمان أنها دولة نشأت متحابة متعاضدة ليست متخاذلة منذ قرون عديدة، ولقد عرف أهلها منذ القدم بأنهم أهل حضارات وعلم ودراية وحكمة، ولقد قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أهل عمان "لو أنَّ أهل عُمانَ أتيتَ، ما سبُّوك ولا ضربوك"، وهذا مدح نتشرف به حتى قيام الساعة.

ولقد دعا الرسول الأكرم لأهل عمان بالخير والألفة والمحبة، ومن يومها هي بلد مضياف كريم، وأهلها يؤلفون ويحبون لما يتصفون به من كرم وتقدير واحترام للغير.

وعمان هذا البلد الذي ينبذ الخلافات والفرقة والشتات، مولانا الخالد فينا السلطان قابوس- طيب الله ثراه- كان آخر وصيته له "أن لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".

وعليه فإنَّ ما شاهدناه وتابعناه من خروج شباب عُمان في مسيرات سلمية مطالبين الحكومة بالتوظيف والعمل إلى غير ذلك من المُطالبات، تصدى لها مولاي جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- حفظه ورعاه- بحكمة، فأسدى- أيده الله- توجيهاته وأوامره السامية، بتوفير فرص عمل للباحثين عنه، والعمل على حل قضايا المسرحين من أعمالهم، وغير ذلك من الأمور التي تهم الوطن والمواطن.. ما يعني أنَّ العمل على استتاب الأوضاع الداخلية وإسعاد شعب عُمان، هو الشغل الشاغل لعاهل البلاد المُفدى مولانا السلطان المُعظَّم أيده الله ونصره.

حقيقةً ما نتمناه هو أن يكون القادم أجمل لجميع أهل عمان كافة، صغيرهم وكبيرهم، وأن تلك القرارات والنداءات والكلمات التي تثير غضب الشارع وحفيظة المسالمين، ينتبه لها ولا يعمل بها، فعُمان للجميع، وهذا الشعب الوفي الأبي هو أمانة، ويستحق العمل من أجله بمصداقية، ولا يخامرنا أدنى شك بأنَّ الجهود والخُطط، ما جاءت ولا كانت إلا لأجله.

حفظ الله بلادنا عُمان من كل سوء وشر ومكروه، وأعان الله سلطان البلاد المُفدى على حمل الأمانة وهيأ له البطانة الصالحة التي تعينه على الخير دائماً وأبداً، ولما فيه مصلحة الوطن والمواطن، والله يحفظ المسيرة.

تعليق عبر الفيس بوك