نجاة قائد حركة حماس في غزة من قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله

غزة- رويترز

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية منزل يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة في ساعة مبكرة من صباح الأحد وأطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وابلا من الصواريخ على تل أبيب في الوقت الذي دخلت فيه العمليات القتالية اليوم السابع دون ظهور ما يشير إلى تراجعها.

وقال مسؤولو الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين استشهدوا في غارات جوية للاحتلال عبر القطاع الساحلي وأصيب كثيرون مع هدير أصوات القصف العنيف طوال الليل.

وهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ لدى انطلاق صفارات الإنذار من إطلاق صواريخ قادمة في تل أبيب وضواحيها. وقال مسعفون إن نحو عشرة أشخاص أصيبوا أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ.

وقال مسؤولو الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 149 استشهدوا في غزة منذ اندلاع القتال يوم الاثنين من بينهم 41 طفلا، وتقول إسرائيل إن عشرة سقطوا قتلى بينهم طفلان.

ويعمل مبعوثون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومصر على اعادة الهدوء لكن لم تظهر بعد أي بوادر لإحراز تقدم. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم الأحد لبحث أسوأ اندلاع للعنف الإسرائيلي الفلسطيني منذ سنوات.

وأصرت إسرائيل وحماس على أنهما ستواصلان القصف عبر الحدود، وذلك بعد يوم واحد من تدمير إسرائيل مبنى مؤلف من 12 طابقا في مدينة غزة يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مبنى الجلاء هدف عسكري مشروع لأنه يضم مكاتب عسكرية لحركة حماس وإنه وجه تحذيرات للمدنيين للخروج من المبنى قبل الهجوم. وأدانت أسوشيتد برس الهجوم وطلبت من الإسرائيليين تقديم أدلة. وقالت الوكالة إن "مكتب أسوشيتد برس موجود في هذا المبنى منذ 15 عاما. وليس لدينا أي مؤشر على أن حماس كانت في المبنى أو أنها نشطة فيه.

وأطلقت حماس صواريخ على تل أبيب وبلدات في جنوب إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الأحد فيما وصفته بأنه رد على تدمير إسرائيل لمبنى الجلاء.

وقال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في ساعة متأخرة من مساء السبت "ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد وستستمر هذه العملية ما دامت تقتضي الضرورة".

وذكرت المحطة التلفزيونية التابعة لحماس أن إسرائيل استهدفت منزل يحيى السنوار الذي يرأس الجناحين السياسي والعسكري لحركة حماس في غزة منذ عام 2017، وذلك خلال سلسلة من الهجمات الجوية في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وأدت غارة جوية أخرى إلى استشهاد طبيب أعصاب بغزة وإصابة زوجته وابنته وذلك حسبما قال مسعفون فلسطينيون وأقاربه.

وشنت حماس الهجوم الصاروخي يوم الاثنين بسبب توتر أثارته دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى.

وقال زعيم حماس إسماعيل هنية متحدثا أمام حشود من المحتجين في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت إن القتال يدور أساسا حول القدس. وأضاف هنية أن "الصهاينة" يعتقدون إن بإمكانهم هدم المسجد الأقصى ويعتقدون أنهم يستطيعون تشريد الفلسطينيين في الشيخ جراح. وخاطب نتنياهو قائلا "لا تلعب بالنار".

وقالت إسرائيل يوم السبت إن حوالي 2300 صاروخ انطلقت من غزة صوب إسرائيل منذ يوم الاثنين وإن دفاعات الاحتلال الصاروخية اعترضت حوالي ألف منها وسقط 380 منها داخل قطاع غزة.

وشنت إسرائيل أكثر من ألف غارة جوية وباستخدام المدفعية على القطاع المكتظ بالسكان، وقالت إنها موجهة لحماس وجماعات مسلحة أخرى.

وفي الأسبوع الماضي قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا لرويترز إن المحكمة "تراقب بدقة شديدة" أحدث تصعيد في الأعمال القتالية وسط تحقيق يجري الآن في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في جولات سابقة من الصراع.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان يوم السبت إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ذكّر "جميع الأطراف بأن أي استهداف عشوائي للمدنيين والإعلام ينتهك القانون الدولي ويجب تجنبه بأي ثمن".

وقامت الولايات المتحدة بسلسلة من المساعي الدبلوماسية في الأيام الأخيرة في محاولة لوقف العنف.

ووصل هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إسرائيل والفلسطينيين ومبعوث الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل يوم الجمعة لإجراء محادثات. وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع كل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في ساعة متأخرة من مساء السبت وأطلعهما على الجهود الدبلوماسية الأمريكية.

ومما يعقد الجهود الدبلوماسية عدم اتصال الولايات المتحدة ومعظم القوى الغربية مع حماس التي تعتبرها هذه الأطراف منظمة إرهابية. كما لا يمارس عباس، الذي تتركز قاعدة نفوذه في الضفة الغربية المحتلة، بأي نفوذ على حماس في غزة.

وفي مدن الاحتلال اقترن الصراع بأعمال عنف في تجمعات يقطنها مزيج من اليهود والعرب. وهوجمت مساجد ومعابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب واندلعت مشاجرات في الشوارع. وحذر الرئيس الإسرائيلي، الذي يعد منصبه شرفيا إلى حد بعيد، من حرب أهلية. وتصاعدت أيضا الاشتباكات الدامية في الضفة الغربية المحتلة.

واستشهد على يد قوات الاحتلال ما لا يقل عن 12 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة منذ يوم الجمعة معظمهم خلال اشتباكات.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة