صيب نافع في أنحاء السلطنة: تدفق الأفلاج وزيادة مياه السدود واعتدال الطقس

 

الرؤية- مدرين المكتومية

صيب نافع هطل على أنحاء السلطنة خلال الأيام القليلة الماضية، وما زال الغيث متواصلاً مع استمرار تأثيرات أخدود من منخفض جوي "أخدود العطايا"، فيما سالت الأودية والشعاب، وزاد مخزون المياه الجوفية، إضافة إلى تدفق المياه بكميات كبيرة في الأفلاج، وارتفاع منسوب المياه في سدود الحماية، فضلاً عن انخفاض درجات الحرارة في عدد من الولايات.

وعلى الرغم من التأثيرات الإيجابية المباشرة للأمطار، إلا أنها أيضا ألقت بظلال سلبية على عدد من الولايات في السلطنة، مثل الخابورة وصحم والسويق، إذ تسببت الأمطار والرياح القوية في تساقط الصخور وانقطاعات في الطرق، وتجمعات مائية إلى جانب انهيار عدد من المنازل القديمة وأعطال في أعمدة الإنارة، وانقطاع التيار الكهربائي.

و‏قالت هيئة تنظيم الخدمات العامة إنها تتابع الأعمال التي تقوم بها شركات الكهرباء والفرق الفنية الخاصة بها لإعادة التيار الكهربائي للمناطق المتضررة بالعاصفة الرعدية التي أثرت على  بعض ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة. وأضافت الهيئة- في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على تويتر- أنه ‏نتيجة للجهود المبذولة من جميع الجهات المعنية، فقد تم إصلاح نسبة كبيرة من الشبكات المتضررة، ومع ذلك قد يتطلب إعادة التيار  في بعض المناطق وقتاً أطول، نظراً للأضرار الجسيمة التي لحقت ببعض أجزاء الشبكة الكهربائية. وتابعت القول: "‏وإذ تقدر الهيئة أثر تلك الانقطاعات على المشتركين الكرام في المناطق المتضررة، فإنها على ثقة بأن الشركات تبذل قصارى جهدها لإعادة التيار الكهربائي في أقرب وقت ممكن بطريقة تضمن سلامة المشتركين والعاملين في القطاع". واختتمت الهيئة البيان قائلة: "‏وستواصل الهيئة متابعة التقدم في العمل إلى أن يتم إعادة توصيل التيار الكهربائي لجميع المشتركين".

هذا إلى جانب تكدس الكثير من المخلفات والأشجار التي جرفتها الأودية في الشوارع والأحياء السكنية؛ الأمر الذي رفع معدل البلاغات التي وصلت لدوائر البلدية والجهات المعنية التي قامت بدورها بشكل فاعل ومكثف من خلال عملها الميداني، والإسراع في فتح الطرق المتضررة من تساقط الصخور، كما عملت فرق البلدية على تنظيف الطرقات من الأتربة والأحجار والأشجار المتساقطة التي جرفتها السيول، كما تمَّ شفط تجمعات المياه، والعمل على متابعة أعطال الإنارة بالولايات المتضررة، من خلال تسخير كافة الإمكانيات لإزالة المشوهات والمخلفات وتسوية أكتاف الطرق المتأثرة بمياه الأمطار، وكبس وردم الحفر في أماكن متفرقة وتسويتها، كما كانت عليه قبل هطول الأمطار وجريان الأودية.

في المقابل، عانت الكثير من المناطق والأراضي الزراعية من الجفاف خلال الفترة الماضية، لكنها ارتوت وبات لديها مخزون مائي جوفي.

وقد سجلت ولاية مدحا أعلى معدل هطول للأمطار، حسبما سجلت محطات الرصد الجوي التابعة لهيئة الطيران المدني، وذلك خلال فترة تأثير أخدود الخير من 27 أبريل وحتى 1 مايو، مقدرة بـ21.4 ملم، ثم ولاية دبا بمعدل 9 ملم، تلتها ولاية سمائل بمعدل 7.6 ملم، فيما سجلت كل من صور وخصب وبهلا أقل معدل يقدر بـ0.4 ملم.

وفيما يخص المحاصيل الزراعية، فمن خلال المتابعة لم تُسجل اضرار جسمية بأشجار النخيل، على عكس المتوقع؛ بل إن الاضرار كانت قليلة ومتفاوتة من ولاية لأخرى.

وقد أسهم سريان قرار منع الحركة وإغلاق المنشآت التجارية، بشكل كبير في تقليل نسب حوادث الجرف والغرق التي كانت تقع بصورة متكررة خلال الأنواء المناخية، وهطول الامطار ونزول الأودية، خاصة وأن الكثير من الأودية والشعب سالت خلال الفترة المسائية، أي أثناء فترة الإغلاق التي ألزمت الناس المكوث في منازلهم.

لكن في المقابل، كثفت مؤسسات الدولة من جهودها لمعالجة الأضرار؛ حيث أرسلت الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع مجموعة من المولدات الكهربائية لدعم قطاع الكهرباء وعدد من المعدات الثقيلة لإعادة فتح الطرق وإزالة المخلفات وناقلات شفط المياه والصرف الصحي. وجاء ذلك بهدف الإسهام في التعامل مع  الآثار الناتجة عن الحالة الجوية الرَّاهنة بمحافظة شمال الباطنة؛ وخاصة ولايات: صحم والخابورة والسويق.

وفيما يخص الأضرار الخاصة بانهيارات المنازل، فقد أوضحت وزارة التنمية الاجتماعية أنه تم حصر عدد من المنازل المتأثرة  من الحالة الجوية الأخيرة التي أثرت على بعض ولايات محافظة شمال الباطنة، وجارٍ العمل على تقييمها وتقديم المساعدات من خلال إصلاح وصيانة المباني المتضررة، واستئجار مبانٍ للأسر المتأثرة منازلهم.

تعليق عبر الفيس بوك