حالة مضطربة

 

فاضل المزروعي

تعيش كرة القدم بالسلطنة مرحلة غير مستقرة وحالة مضطربة لم تعشها خلال تاريخها أو بالتحديد خلال الخمسين عاماً الماضية كما تعيشها الآن.

فالمتتبع لكرة القدم خلال السنتين الأخيرتين، يلحظ تماما هذه الحالة التي أظهرت هشاشة عظام إدارة اللعبة، وما سرّع في كشفها هو(كورونا) ، الذي ما أن أطل بوجهه القبيح حتى بدأت تتكشف هذه الحالة جلياً من خلال حالة الشد والجذب التي عاشها موسم العام الماضي الذي انتهى بتعليقه حتى سبتمبر من نفس العام وذلك في أوج مرض كورونا، رغم المطالبة بإنهاء أو إلغاء الموسم، تبعها نظام الموسم الجديد الذي استسلم لضيق الوقت الذي فرضه استئناف الموسم السابق، فكان ظهور النظام (العجيب والغريب) الذي تقبلته الأندية على مضض .

مع بداية الموسم، فاجأ فنجاء الجميع بالانسحاب من الدوري وتم البحث عن البديل وكان نادي عُمان رغم مطالبة نادي الشباب بحق التواجد في دوري عمانتل .

ومع الانطلاقة طفت أزمة (النقاط الست) التي خصمت من ثلاثة أندية مع غرامات مالية قوامها 14 ألف ريال على كل ناد بسبب الرخصة الآسيوية، وتم تصعيد الأمر إلى القضاء المحلي، ومع ذلك سارت عجلة الدوري بتثاقل شديد وبشكوك حول عودة النقاط وما ستسفر عنه من تغيير في ترتيب الدوري في حال عودتها، ثم ظهرت حالة أخرى زادت من حالة الاضطراب بعد إعلان معسكر المنتخب بإمارة دبي بعد نهائي الكأس مباشرة وما صاحب الرحلة من استبعاد لاعبين بسبب ظهور بعض الحالات الإيجابية هنا وهناك .

تريثوا.. ، لم ننته بعد، فالأندية التي تملك عددا كبيرا من لاعبيها في المنتخب احتجت على موعد استئناف الدوري عقب عودة المنتخب وبعد انتهاء الحجر الذي سيخضع له اللاعبون، وأخذ جدلا كبيرا لم ينته إلا بجدلية  أكبر، بعد تواتر أنباء حول تأجيل الموسم أو إلغائه، وكانت الصاعقة أن ألغي الموسم الرياضي وكأنه لم يكن ومعه الموسم الأول لكرة القدم النسائية .

وكما يقال يذكر الشيء بالشيء، فقد كسبت الأندية قبيل إعلان إلغاء الموسم قضيتها مع الاتحاد واستعادت نقاطها ومبالغها بأمر القضاء .

وبعودة سريعة إلى القرار، فقد جاء نتيجة لقرارات اللجنة العليا للتعامل مع جائحة كورونا التي علقت النشاط إلى إشعار آخر.

هذا القرار أثار (زوبعة) بين المؤيدين والمعارضين للقرار، وكان أشد المعارضين أندية الدرجة الأولى(الأندية التسعة) التي تبقت لها ثلاث جولات وجميعها تملك حظوظ الصعود إلى  دوري عمانتل.

فرغم التبريرات التي خرج بها الاتحاد في وسائل الإعلام ودفاعه المستميت عن القرار ، إلا أنَّ الوضع ظل على ماهو عليه ولم يتوصل الاتحاد لأي حلول أو قرارات ولو كانت (مسكّنة) للأندية أو الجماهير التي كانت أشد غضباً لهذه القرارات.

ماذكر، حالة استثنائية لم يعشها أي اتحاد من قبل، عكس تماما عجز الاتحاد الحالي في إدارة الأزمات، ولم يتجاوز الامتحان الذي واجهه في كل فصوله .

فصل جديد قادم مع بداية الموسم المقبل، وتساؤلات تسبق كل متتبع  لكرة القدم بالسلطنة، تتمثل في موعد انطلاق الموسم الجديد وختامه، ونظامه، ومشاركات المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس العرب وكأس الخليج – تباعا.

فإذا كان النشاط سيستأنف في سبتمبر، فستحتاج الأندية إلى شهرين للإعداد للدوري، في الوقت الذي يشارك فيه المنتخب بالتصفيات (مباراتان) في كل من أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، ثم المشاركة في كأس العرب في نوفمبر وكأس الخليج – إذا أقيمت في ديسمبر.

 فمتى سيقام الدوري، أم سيُلعب بدون لاعبي المنتخب، هل تنبّه الاتحاد لهذه الظروف، وهل أوجد البدائل، أم سيتواصل تجميد الموسم لأشهر أخرى مع الأشهر الثمانية الحالية؟

ختامًا..كورونا سينتهي بإذن الله، وحالة الاضطراب التي تعيشها كرتنا ستستمر، والضحية كرة القدم العمانية.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك