مؤشر البوصلة

 

وليد بن سيف الزيدي

wssdy82@gmail.com

بدأت رحلة التغيير في سبتمبر 2018 وانتهت في ديسمبر 2020، وكانت هذه الرحلة تحت عنوان برنامج الدراسات العليا (الماجستير).. وتتلخص في النقاط الآتية:

* في حالة الحصول على فرصة التفرغ من أجل الدراسة من جهة عملك، فلا تتردد أبدًا وتأكد أن تلك الفرصة من ذهب، وقلَّ من يحصل عليها، بل على كل شخص أن يسعى وراءها. وهنا لديَّ وجهة نظر حول التفرغ من أجل الدراسة، حيث إنَّه من المهم الحصول عليها؛ إذ إنَّ عملية البحث عن المعارف وترسيخ المهارات وزيارة الجامعات والالتقاء بالأساتذة الجامعيين تحتاج إلى وقت وسعة صدر.

* أن يكون هدفك الأول من الدراسة هو الحصول على المعرفة والمهارة دون التفكير في العائد المادي أو الوظيفي كهدف أول؛ لأن ذلك سيدفعك إلى أخذ الجدية في التعلم؛ مما سينعكس على قوة فكرك وفهمك.

* عليك أن تنظر إلى الأستاذ الجامعي أنه صاحب فضل عليك كطالب، وأنك أنت المحتاج لعلمه بغض النظر عن مستواك الوظيفي أو الاجتماعي أو الاقتصادي؛ لأنَّ ذلك سيختصر لك الطريق ويسهلّ عليك العقبات في تحصيل المعارف والمهارات.

* تأكد من أنَّ الأستاذ الجامعي الحريص على نفعك ستجده شديد عليك في تحصيل العلم، فلا تقلق؛ لأنك ستجد أثرَ ذلك الحرص الشديد في فكرك ومهاراتك عند انتهاء البرنامج الدراسي، وستحمد الله على أنك كنت بين عدد من الأساتذة الأقوياء؛ لأن تلك القوة ستنعكس عليك لاحقًا.

* ستكون لديك فرصة اللقاء بأشخاص آخرين ومختلفين في الأفكار والثقافات والبيئات والخبرات والتجارب، فتأخذ من هذا وذاك ما ينفعك.

* عليك أن ترى وتسمع وتقرأ أكثر من أن تتكلم. وهنا أقول: لماذا نتكلم مع بعضنا وفي كثير من الأحيان عن أمور لا نستطيع تغييرها، كفساد الأفراد أو المؤسسات مثلاً؟ أليس من الجيد أن نقدم مقترحات أو حلولا للشخص أو الجهة المعنية وبصمت في حالة وجود فرصة لذلك؟ أليس من الجيد استغلال ذلك الوقت فيما ينفع في الدنيا والآخرة، كأن تقول في نفسك هل أنا مستفيد الآن من هذا الوقت أو من هذه الجلسة أو من هذا الكلام؟

* من الجيد ألا تعيش اليوم بروتين الأمس، بمعنى لابد أن تكون لديك محاولات عديدة في التغيير الإيجابي في ذاتك وفكرك وسلوكك وحتى لو كان بسيطًا.

* إذا حصلت على درجة الماجستير أصبح الطريق مفتوحًا أمامك للحصول على درجة الدكتوراة بإذن الله، فأنت بذلك قد قطعت أكثر من نصف المشوار، فلا تتردد.

* عليك الحرص على التواصل بمن هم أصحاب فضل عليك في التعليم، وبمن هم أكبر منك خبرة ومعرفة ومهارة، وعليك طرق أبوابهم بهدوء ولعدة مرات.

* بعدما أصبح لديك المعرفة والمهارة، من الضروري أن تكون لك إسهامات من خلال نقل أثر تلك المعرفة والمهارة إلى المحيط الذي حولك في مجال البحث العلمي والتوصل لنتائج ومقترحات حول قضايا تخدم مجتمعك ووطنك.

* الاعتزاز والفخر بأن هناك عددًا ليس بقليل من الأساتذة الجامعيين العمانيين في مختلف الجامعات العريقة في عُمان، وأصحاب كفاءات عالية في مواصلة مسيرة البناء في مجال التعليم.

وهذا يدفعني إلى طرح تساؤلات:

- ألم يكن العدد الأكبر من الأساتذة الجامعيين في السلطنة من الأجانب على الأقل قبل 20 عامًا من الآن؟

- أليس الاستقرار الذي ساد في عُمان طيلة نصف القرن الماضي كان من أسباب النهضة التعليمية التي نعيشها اليوم في جامعاتنا العريقة؟

- أليس من الإنصاف أن ندعو للسلطان الراحل بالرحمة والمغفرة جرَّاء ما تحقق من تقدم في الفترة المنصرمة، ثم الدعاء للسلطان الحالي بالعزة والنصرة فيما يُواجهه من تحديات في ظل وجود الجائحة وتداعيات ذلك؟

* ثمَّ كلمة شكر إلى تلك الجهود المخلصة التي بذلت وساعدت على حصولي على درجة الماجستير، وإكسابي العديد من المعارف والمهارات في التعليم والبحث العلمي؛ فشكرًا على تلك الجهود، شكرًا لسلطان السلام -رحمه الله وغفر له وجزاه الله عنا خير الجزاء- الذي كان له الدور الأكبر في الـ50 سنة الماضية من حيث تهيئة الظروف لتحقيق مثل تلك الأهداف. شكرًا لأساتذتي أصحاب الفضل الأول بعد الله وأصحاب الصدور الرحبة في كلية التربية والآداب في جامعة صحار العريقة، شكرًا لأساتذتي أعضاء لجنة المناقشة الأولى والثانية من داخل وخارج جامعة صحار، شكرًا للأساتذة في جامعة السلطان قابوس، شكرًا للأساتذة في كلية البريمي الجامعية، شكرًا للأساتذة في جامعة نزوى، شكرًا للأساتذة في ديوان البلاط السلطاني، شكرًا للأساتذة في وزارة التربية والتعليم، شكرًا للأساتذة في جامعة الإمارات، شكرًا للأساتذة في مؤسسة زايد الثقافية، شكراً للأساتذة في المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة البريمي، شكرًا للأساتذة في مركز التدريب، شكرًا لإدارة مدرسة عزان بن قيس (2018)، شكرًا لدائرة الإشراف التربوي (قسم الدراسات الاجتماعية)، شكرًا لإدارات المدارس في المحافظة، شكرًا للمعلمين والمعلمات الأوائل (الدراسات الاجتماعية)، شكرًا لعينة الدراسة من معلمي ومعلمات الدراسات الاجتماعية في مدارس محافظة البريمي، شكرًا لطلابي في جامعة السلطان قابوس، شكرًا لزملاء العمل والدراسة، شكرًا للأصدقاء، شكرًا لكل من أسهم في هذا الإنجاز من داخل وخارج ربوع الوطن العزيز عُمان.

تعليق عبر الفيس بوك