"الأوقاف" تطلق مبادرة "حصانة" لتوعية المجتمع بمخاطر "وسائل التواصل"

مفتي عام السلطنة يحذر من العواقب السيئة نتيجة سوء استخدام التقنيات الحديثة

مسقط - الرؤية

دشَّنتْ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية -مُمثلة في دائرة الإرشاد النسوي- وعبر منصَّات البث الإلكتروني (يوتيوب وتويتر)، برنامج مُبادرة حصانة بعنوان "التنشئة في ظل التقنية الحديثة.. وعي مجتمعي وتفاعل رشيد"؛ وذلك تحت رعاية سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة.

وألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، كلمة؛ قال فيها: "على الإنسان أن يتَّقي الله تبارك وتعالى في كل شيء في أخذه ورده، وفي بذله ومنعه، وفي جميع تصرفاته؛ لأنَّه عبد مأمور مملوك مصرفٌ بمشيئة الله سبحانه وتعالى، فالله مالك أمره، وناصيته بيد الله، وكل شيء مرده إلى الله، فعليه أن يتقي الله وأن يطيع الله ولا يعصيه، وأن يحرص على أن تكون أعماله كلها وفق منهج الله تعالى". وأبرز سماحة الشيخ في كلمته مجموعة من الأمور التي ينبغي على الإنسان اتباعها.. قائلاً: "ومن جميل ما يؤمر به الإنسان بتقوى الله تعالى فيه، حسن استغلال الوسائل الحديثة ووسائل الاتصال التي هي سلاح ذو حدين؛ لأنها قد تستغل في الخير وقد تستغل في الشر، وخيرها خير واسع لا يقف عند حد، وكذلك إن استغلت في الشر فشرها مداه طويل لا يعلم حده إلا الله سبحانه وتعالى". وأوصى سماحة الشيخ أولياء الأمور قائلاً: "نوصي الآباء أولاً بأن يحافظوا على أنفسهم، وأن يكونوا قدوة لأولادهم في حسن استغلال هذه الوسائل، ونوصيهم أيضاً بأن يحافظوا على أولادهم أيما محافظة، حتى لا يتورطوا في شيء من العواقب السيئة التي تنتج عن سوء الاستغلال لهذه الوسائل، كما نوصي الآباء نوصي الأمهات.. فإنهم جميعاً مسؤولون عن فلذات أكبادهم... فعلى الإنسان أن يقي نفسه، وأن يقي أولاده، وأن يقي أهله النار التي يصفها الله سبحانه وتعالى بأن وقودها الناس".

وألقى سعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري وكيل الوزارة، كلمة؛ استهلها بالثناء والترحيب بدائرة الإرشاد النسوي ومراكز الإرشاد في مختلف محافظات السلطنة؛ لتنظيم هذه المبادرة التي تنم عن اهتماهن بما فيه مصلحة الوطن والمواطنين. وقال سعادته إن المحافظة على ما تمتلكه المجتمعات من هوية وسمات وملامح مميزة خاصة بها دون المجتمعات، أمر في غاية الأهمية؛ لأن الاعتزاز بهذه الهوية يبعث على الفخر والثقة بالنفس؛ حيث اهتمت الشريعة الغراء بالهوية وأولتها عناية تامة وأهمية كبيرة، حيث قال الله تعالى: "فاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".

وقال سعادته إنَّ رؤية "عُمان 2040" أكدت على نهج التحديث والاندماج في عصر العلم والتقنية المتقدمة على أن يتوازن مع الانتماء للثقافة الوطنية المتجردة، وإغناء الهوية العمانية والحرص على تعزيز الأعراف المستقرة.

وركَّز سعادة الدكتور -في كلمته- على المحافظة على الهُوية، قائلاً: إنَّ النجاح في تعزيز الهوية والحفاظ على الثقافة الوطنية يتطلب حضوراً واعياً ومسؤولاً في هذا العالم، الذي يشهد طفرة متسارعة في كل المجالات، مع الاستفادة من كل الفرص الإيجابية المتاحة، في ظل التقدم الإلكتروني والتقنية الحديثة بمختلف أشكالها وأنواعها وتوجهاتها وتطبيقها وأجهزتها الذكية المختلفة. وحذر المعمري من هذه التقنية التي أصبحت تسبِّب أرقاً للآباء والأمهات والمربين، لما لها من آثار وسلبيات على شخصية الأطفال والكبار، خصوصاً إذا تجاوزت حدود المعقول.

وشدد سعادته على أن مبادرة حصانة من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تعكس إيمان الوزارة بدور الوعي المعرفي والفكري، وقدرته على إيجاد الحوار الفعال ودراسة القضايا المتعلقة بالتقنية والتقانة، ودراسة الإشكاليات التي تدور حولها وإيجاد الحلول الناجحة لذلك، ودراسة آثرها على الأسرة والمجتمع وبحث آفاقها المستقبلية.

وألقى الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي مدير عام الوعظ والإرشاد، كلمة؛ قال فيها إنَّ التقنية ظاهرة حضارية أسهمت في تنوع العلوم، كما أتاحت المعارف وسهلت توافر البيانات والمعلومات وأتاحت التواصل الفعال، والاستثمار المالي والتجاري ووظفت الذكاء الاصطناعي. وأضاف: "يجب تسخير التقنية في خدمه دين الله تعالى وكتابه الكريم".

ومن المقرر أن تتواصل فعاليات المبادرة لمدة 4 أسابيع؛ حيث تختتم في 9 رمضان المقبل الموافق 22 أبريل، ويصاحبها ورش عمل وأنشطة عبر المنصات الإلكترونية.

تعليق عبر الفيس بوك