الإعلام التقليدي لم يمُت

شهادة تاريخية سجَّلها مَعَالي الدُّكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، في حقِّ وسائل الإعلام التي توصف بأنها "تقليدية"، حيث أكد معاليه أنَّ التليفزيون والإذاعة والصحافة، لم تمُت وأنَّها تؤدي دورا محوريا مهما للغاية، بينما تعصِف بالعالم الشائعات والأخبار المضللة، فضلا عن مقاطع الفيديو المرئية والمقاطع الصوتية المزيفة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن الواجب المهني الإشادة بهذه الشهادة التاريخية.

والحقيقة التي لا تَقبل الشك أنَّ وسائل الإعلام الأصيلة -أي الصحافة والإذاعة والتليفزيون (حسب أقدمية نشأتهم تاريخيًّا)- ما زالت هي المؤثِّر الحقيقي في وعي المجتمع، وهي المصدر الأول الأكثر موثوقية، مقارنة بما يُنشر على منصات الاتصال الإلكترونية؛ فالغالبية العظمى من الحسابات التي تزعم أنها "إخبارية" وتنتشر كغثاء السيل على مواقع مثل تويتر وفيسبوك وإنستجرام، ليست سوى نوافذ ناقلة عن الوسائل الإعلامية الأصيلة، فهي ليست صانعة محتوى، ولا تقدِّم قيمة حقيقية وفق رؤية مهنية رصينة، بل تتعمد مع سبق الإصرار والترصد أن تسطو على جهود الصحفيين وصناع المحتوى المحترفين، في وسائل الإعلام الأصيلة.

... إنَّ الثقة الجليَّة التي يظهرها الجمهور في الصحافة والإذاعة والتليفزيون، دليل على التقدير الكبير الذي تحظى به هذه الوسائل، لكن في الوقت نفسه يلقي على عاتقها مسؤولية كبرى من أجل تطوير ذاتها وتوظيف أحدث التقنيات لمواكبة المتغيرات.

تعليق عبر الفيس بوك