في إنجاز طبي استثنائي

باحثة عمانية تطور تقنية ترميم بالخلايا الجذعية وتنقذ بها طفلة بريطانية

مسقط - الرؤية

تمكَّنت الدُّكتورة والباحثة الإكلينيكية هند بنت خميس البلوشية رئيسة وحدة تصنيع وهندسة الخلايا الجذعية والعلاجات الخلوية الطبية الحديثة في المستشفى السلطاني -والمختصة في إدارة مراكز هندسة الخلايا الجذعية وتصنيع العلاجات الخلوية الطبية "GMP facilities"- من تطوير تقنية استزراع خلايا جذعية لترميم أنسجة قصبة لا خلوية، والكشف عن خصائصها الترميمية العلاجية ضمن البحوث التي أجرتها؛ كجزء من رسالتها للحصول على درجة الدكتوراه في مجال هندسة الخلايا الجذعية والعلاجات الخلوية الطبية الحديثة من كلية لندن الجامعية.

وأسهم هذا التطور في ترشيح البلوشية للانضمام إلى فريق طبي مرموق في مستشفى رويال فري وجامعة لندن في المملكة المتحدة؛ لإجراء عملية نادرة لإنقاذ وعلاج طفلة كانت في حالة حرجة إثر ابتلاعها بطارية، مما أدى إلى تلف القصبة الهوائية، وتعذُّر الاستفادة من العلاجات الجراحية التقليدية. وتمكن الفريق الطبي من الحصول على ترخيص خاص من هيئة الرقابة الطبية والدوائية بالمملكة المتحدة؛ لاستخدام هذه التقنية الجديدة لعلاج الطفلة المصابة. وأُجرِيت عملية المعالجة والتصنيع في مركز العلاج الخلوي والجيني بمستشفى رويال فري، في حين أجريت عملية الزراعة في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن. وتكللت العملية بالنجاح وتماثلت الطفلة للشفاء، وهي الآن بصحة جيدة بعد مرور ما يقارب 3 أعوام على العملية. وسيتم نشر تقرير مفصل عن الحالة في مجلة "نيتشر مديسين" قريبا. وأستعين بالتقنية الجديدة ونتائجها للحصول على تراخيص لبدء تجارب إكلينيكية في مستشفى بابوورث ومركز الأبحاث بجامعة كامبريدج وجامعة لندن وشركة دوائية مختصة.

وقالت الدكتورة هند البلوشية: على الصعيد العلمي، تفتح التقنية الحديثة آفاقا جديدة للتطوير والأبحاث العلمية في مجال هندسة الخلايا الجذعية وهندسة زراعة الأعضاء، أما على الصعيد الشخصي والمهني فقد فتحت لي هذه الدراسة آفاقا أرحب للانخراط والتعلم واكتساب الخبرة عبر الاحتكاك، والعمل مع فرق بحثية عالمية ذات خبرة واسعة، ناهيك عن كونها فرصة ذهبية تتيح لي المشاركة الفعلية في صناعة وتطوير التقنيات الطبية الحديثة واستخدام تقنية قمتُ بتطويرها على مستوى عالمي؛ مما يثبت قدرات الشباب العماني على المساهمة الفعلية في التطور التكنولوجي العالمي طالما توافرت البيئة الحاضنة والداعمة لذلك".

وأوضحت البلوشية أنَّ هندسة العلاجات الخلوية والنسيجية تعد من أحدث العلاجات الطبية المعتمدة على التقانة الحيوية؛ وهي علاجات تعتمد على استخدام الخلايا الحية لعلاج الأمراض، وتتخذ أشكالا متعددة تتفاوت في درجه تعقيدها وآلية استخدامها حسب نوع المرض المستهدف. وقالت إن التطبيقات الطبية للعلاج الخلوي، تطبيقات واعدة تشمل قائمة من الأمراض مثل الأمراض السرطانية وأمراض المفاصل والقلب والسكري والأمراض المناعية.

وتؤكد البلوشية مواصلة توظيف خبراتها لتطوير هذا التخصص في السلطنة وتأسيس وتطوير القاعدة التكنولوجية لإنتاج حزمة من العلاجات الخلوية الحديثة التي تستهدف عددًا من الأمراض المستعصية والشائعة. وأضافت أنها تسعى للحصول على الاعتماد الدولي لوحدة تصنيع وهندسة الخلايا الجذعية والعلاجات الخلوية الطبية بالمستشفى السلطاني؛ لتصبح ذات مستوى ومواصفات قياسية عالمية، إلى جانب تأسيس قاعدة بحثية للبدء بأبحاث علمية للعلاجات الحديثة في السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك