محمد بن رضا اللواتي
"إذا كان لابد من شعار يرمز لأمريكا وتاريخها فليس هناك ما يُعبر عن هذه الحقيقة سوى هرم هائل من الجماجم". المؤرخ ريتشارد سلوتكين
***
في الوقت الذي تتنزه السلالة الجديدة لكوفيد-19 في ربوع العالم، موجدة رُعباً عالمياً حول ميعاد عودة البشرية إلى روتينها السابق، يجدر أن نعود إلى تأليف قيم للدكتور منير العكش بعنوان "أمريكا والإبادات الجنسية"، الصادر عن دار رياض الريس عام 2012، ففي هذا الكتاب يستعرض المؤلف خططاً أمريكية "لقطع دابر نسل ربع نساء العالم القادرات على الحمل"، بدم بارد، بينهن 14 مليون ضحية أمريكية، بشهادة مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكان الدكتور ريمرت رافنهولت!
ولكن لماذا؟
بتلخيص رضي الحصّار لهذا الكتاب، نجد أن الإجابة تكمن في الأسس الثلاثة التي قامت عليها أمريكا، وهي: احتلال الأرض، واستبدال شعب بشعب، ومسح ثقافة وتاريخ وإحلال ثقافة أخرى وتاريخ آخر. على هذه الأركان الثلاثة أقامت أمريكا حضارتها، كتب "الحصار" في تلخيصه: "فكان تحقيق تلك الفكرة على صعيد الواقع على بحر من الدماء سقيت بها اﻷرض اﻷمريكية الجديدة. أبيد في تلك اﻷرض أكثر من 400 أمة وشعب وقدر عدد المبادين بـ120 مليونًا.
كتب الرئيس اﻷمريكي روزفلت في صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية يقول: "كل تاريخنا الوطني كان تاريخاً للتوسع. ففي عهد واشنطن وآدامز توسعنا غربا حتى الميسيسبي، وفي عهد جفرسون توسعنا في القارة حتى ثغر كولومبيا.... وأخيرا إلى آلاسكا. وما دامت هناك ثغور، ستبقى الحرب بين المستوطنين والهندي اﻷحمر أبرز ملامح الحياة في هذه الثغور. والسبب اﻷقوى لذلك هو أننا بكل بساطة نعيش في بلد كان يُسيطر عليه المتوحشون أو أنصاف المتوحشين. وكذلك هو حالنا اليوم في الفلبين... لهذا فإنَّ قضية التوسع هي أساسا قضية السلام... فليس هناك من يبسط السلام في العالم إلا القوة الحربية.. ما كان ذلك ليتم لولا أننا ما زلنا نصقل موهبة القتال فينا".
ينقل العكش وثيقة لهنري كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكي وثعلب سياستها الأسبق) تتحدث عن خطة أمريكية تهدف لتعقيم وقطع نسل نساء 13 دولة في العالم الثالث من بينها مصر، وذلك في مهلة لا تزيد عن 25 عامًا، مؤكدًا على أنَّ تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية يستند على "ثقافة الإبادات".
المدهش أنَّ العكش في الفصل الثالث من كتابه رفع النقاب عن مجموعة من المفكرين، من أمثال هربرت سبنسر، وفرانسيس جالتون، وآخرين، الذين برروا الإبادة الأمريكية للضعفاء بتبريرات علمية، وأمدوهم بحجج جديدة لقهر الشعوب وصناعة عرق أمريكي أسْمَى بفلسفة تُعرف بـ"الداروينية الاجتماعية"، كانوا قد أقاموها على كلمة لداروين (تشارلز داروين عالم التاريخ الطبيعي ومؤسس نظرية النشوء والتطور) نفسه عندما قال يوماً: "سيأتي زمن على اﻷعراق المتحضرة تبيد فيه اﻷعراق الهمجية، وترث منها اﻷرض حتما". ومعنى هذا أنه في الولايات المتحدة وتحديداً في زمن روزفلت، ظهر أول هولوكوست على وجه الأرض، كلا لم تكن بدايته في ألمانيا النازية وزمن (الزعيم النازي أدولف) هتلر كما يُشاع، لقد كان أمريكيًا بامتياز. يقول الفيلسوف الصهيوني ستيفن كاتز: "الهولوكست الأمريكي هو السحابة التي أمطرت الهولوكست النازي".
ففي إبريل 1977، كشف الدكتور رايمرت رافنهولت مدير مكتب الحكومة الاتحادية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عن برنامج تطهير عرقي تقوم به الولايات المتحدة تفاديًا للخطر السكاني الذي يُهدد كوكب الأرض. ويهدف البرنامج لتعقيم ربع نساء العالم القادرات على الحمل، وذلك لحماية مصالحها الاقتصادية.
يقول العكش إنَّ جون هولدن- والذي كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قد عينه في مناصب عدة منها مديرا لمكتب السياسة العلمية والتكنولوجيا في البيت الأبيض- كان قد ألّفَ كتاباً بعنوان "العلوم الاقتصادية.. التعداد السكاني والموارد والبييئة (Ecoscience: Population, Resources, Environment)، يتحدث فيه عن أمواج هائلة من المجاعات والأمراض والحروب ستقضي على شعوب العالم، إذا لم تسيطر أمريكا على خصوبة البشر، وتتحكم بنشاط أعضائهم التناسلية.
أما خُطة هولدن- بحسب تلخيص عبد القادر ذويب لها- تتمثل في:
1- السيطرة على خصوبة النساء والرجال عبر كبسولة تزرع تحت الجلد الآدمي، ويمنع نزعها إلا بإذن رسمي.
2- إرغام النساء الحوامل على الإجهاض.
3- تعقيم جماعي للبشر عبر عقاقير تُعالج بها المنتجات الغذائية الأساسية ومياه الشرب.
4- نظام كوكبي يفرض هذا البرنامج على شعوب الأرض، يتحكم بجميع ما له صلة بخصوبة الشعوب ومصادر طعامهم.
جرى تطبيق بعض تلك الإبادات في البرازيل، والبيرو، وبورتوريكو، وراوندا التي شهدت إبادة أمريكا لـ800 ألف إنسان هناك، وختمت هذه الإبادة بأن قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID بتمويل حملة تعقيم 700 ألف أفريقي راوندي من الأطفال الرضع، وطلاب الجامعات وآخرين.
عودًا على بدأ، وحتى لا يُساء الفهم، نؤكد أنَّه لا علاقة لهذا كله بظهور كوفيد-19، وأساساً لن تسمح لنا شتى الأبحاث والدراسات الجاهزة بأن نتبّنى ذلك، لكن ألا ينبغي الاعتراف بأن معلوماتنا عن خطط الشيطان الأكبر لصالح عِرقه الأسمى لا تزال بدائية؟
نقترح الاطلاع على تلك الدراسة.