من يُنقذ الرستاق من فقدان الأرواح؟

خليفة الحسني

2020khalifasaif@gmali.con

رسالةٌ عاجلة نتوجَّه بها لكافة المسؤولين المعنيين بالأمر بولاية الرستاق خاصة، والتي من خلالها نقول: هل هانت عليكم هذه الولاية بعراقتها وإرثها ومرجعيتها، وكل هذا البُعد الحضارى والتاريخي والثقل السكاني؟ ومن هذا المسار الخالد، ألا تستحق الوقوف معها ومع مطالبها الضرورية العاجلة وإنهاء هذا الألم المزمن من زهق الأرواح من خلال كثرة الحوادث التى تقع بتقطاعات وصلة الشارع العام من الحزم/لوشيل، وآخرها ما حدث صباح الخميس 18 فبراير 2021.

فقد وقع في تقاطع هذه الوصلة بمنطقة الشبيكة حادث سير مؤلم، فإلى متى سيظل هذا المسلسل المزمن والمؤلم من الحوادث التي كادت تكون يومية؟ وذلك لما آلت إليه هذه الوصلة من هذا الشارع وعبر مساراته الاثنين الذهاب والإياب، فإن هذا الشارع أصبحت مخاطره مخيفة أكثر من أي وقت، فهو متهالك ومنتهي الصلاحية، والترقيع فيه لا يعود بأي نفع يُذكر، فضلا عن أن وضع الترقيع مُخدل، خاصة والحفر فى ازدياد يوميا، والتى بدورها تعطل بل عطلت ومزقت إطارات وكسَّرت مساعدات أمامية للكثير من المركبات، خاصة الحفر الكبيرة منها، فإن عطل هذه المركبات أصبح عالة وثقلا على أصحابها، خاصة الفقير منا، الذي يصارع للقمة العيش قبل أي مصروفات أخرى تلحق به، وبرغم ما يحصل من واقع هذه الوصلة، ومن زهق الأرواح، وما آلت إليه، وأصبحت الشوارع تفتقر لأدنى مستويات شروط السلامة المرورية والجوانب الفنية، يحق أن نسأل: إلى متى ستظل هذه المطالب قائمة بهذا الشأن؟ وعلى مرأى أعين جميع المسؤولين وصرخات الأهالي التى جفَّت من كثرة الاستغاثة والمطالبة بإعادة تأهيل وإصلاح هذه الوصلة، رغم قصر مسافتها وقلة تكلفتها، وأن أفضال الحكومة الرشيدة واسعة والرستاق تستحق إعادة النظر فى مجمل خدماتها بالتحديث والتجديد لمواكبة مسارات النهضة المتجددة.

نعم.. الأهالى يُدركون التحديات الاقتصادية التى تجتاح العالم بأسره، ومن ضمنها هذا الوطن الغالى، ويثمنون كافة الجهود الحثيثة التى تبذلها الحكومة الرشيدة لأجل بقاء هذا الوطن ثابتا ومستقرا بكافة المستويات؛ ومنها: الاقتصادية، وبعيدا عن هذه التيارات العاتية لابد لهذه الرؤية الكريمة أنْ يُضاف إليها الخدمات العامة والمشاريع وتجديد وتحديث السابقة منها وزيادة توسعتها بمختلف ربوع الوطن، حتى تواكب التنمية المطلوبة والرؤية المستقبلية بإذن الله تعالى.

والوقت الحالى وبما أنَّ للرستاق معاناة مزمنة، ومع ذلك التوسع العمرانى وكثافة السكان -حوالي 90 ألف نسمة- فإنَّهم يستغيثون من عدم صلاحية وصلة هذا الشارع، وبما أنها تمثل لهم الكثير وليس فقط كمدخل لهذه الولاية، بل دلالة ورمز من رموز الرستاق؛ لذلك فإنَّ المطالب مستمرة وملحة والآمال كبيرة بالإسراع في إعادة تأهيلها، وإذا كانت الاستجابة غير قريبة من إعادة تأهيل هذه الوصلة، فإذن من المستحب إغلاق تقاطعات هذه الوصلة لما تشكله من خطورة بالغة، والعمل على إزالة طبقة الأسفلت من هذه الوصلة، والاكتفاء ببقاء طبقات الكنكري، وربما يكون أرحم مما عليه الوضع الحالى، وإلى حين يفرجها الله عز وجل، نسأل الله أن يسلم الجميع من كل مكروه، وأن يحفظ مولانا جلالة السلطان، وهذا الوطن الغالى وأبناءه المخلصين.. اللهم آمين.

تعليق عبر الفيس بوك