عادل الحبيشي
مستشار أول- مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة
في الأسبوع الماضي تحدثنا عن نموذج العمل وأهميته بالنسبة إلى المشاريع، وقد وعدت بالحديث اليوم عن أهمية الابتكار في النموذج، وقد وصلني عدد من الرسائل بعد مقالة الأسبوع الماضي تقول في فحواها إن دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد انتهى بسبب الجائحة ونقص استراتيجيات الدعم وسأستغل الفرصة لمحاولة الإجابة عن التساؤلات وأهمية الابتكار في نموذج العمل وكيف سيخدم المؤسسات في ظل هذه الجائحة من خلال هذا المقال.
أعتقد بل أنا موقن بأنَّ الجائحة تسببت وستتسبب في إغلاق العديد من الأسواق التقليدية التجارية والخدمية وستؤثر على كثير من المنتجات كما أن القدرة الشرائية وسلوك العملاء أيضاً سيتغير.
ولكني أعتقد أيضاً أنَّ الفترة الراهنة هي فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة للعمل على تطوير نماذج العمل الخاصة بمشاريعهم، وكما حثَّ معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قيس اليوسف في تصريحاته الأسبوع الماضي على التوجه للتجارة الإلكترونية كونها أحد الطرق للتغير ومواكبة الأوضاع الراهنة بل هناك عدد من الجهات التي توجهت للتجارة الإلكترونية في الفترة الماضية ومنها أحد الهايبرماركت المعروفة، فهي إحدى قنوات التواصل المتاحة.
في رأيي ولمواكبة التغيرات والأوضاع الراهنة يجب علينا كأصحاب مشاريع صغيرة ومتوسطة الابتكار في نموذج العمل، من خلال البدء بإعادة تصميم فكرة المشروع والتي هي أحد المداخل التي ستمكننا من إنشاء نموذج العمل وهي أصلا أداة تتكون من خمس مراحل أو خطوات وتبدأ بالتعاطف وفهم السوق المستهدفة وشرائحها والتعمق لفهم حتى مشاعرهم ومن ثم البدء بتحديد المشاكل أو الأوجاع أو النواقص الفعلية التي يواجهونها، وبعدها بطرح الحلول، ومن ثم تصنيع النموذج الأول من المنتج أو الخدمة، ولا نتحدث هنا في التصميم عن الشكل ولكن آليات العمل، ومن ثم الاختبار ويعد تصميم الفكرة أحد آليات الابتكار والتي ستسهل علينا فهم الشرائح المستهدفة وستمكننا من ابتكار القيمة المقترحة وهي ما نقدمه للعميل من قيمة من خلال المنتج أو الخدمات المقدمة كما فعل الهايبرماركت بإضافة خدمة التسوق الإلكتروني والتوصيل كما يُمكن الابتكار في قنوات التواصل وآليات عملها وسهولة استخدامها أو أنواع العلاقات التي تربطنا بعملائنا وآلياتها "مثل بطاقات التخفيض أو الولاء"، كما يمكن الابتكار في مصادر الدخل والأنشطة والموارد وحتى الشراكات وحقيقة هناك أدوات أخرى للمساعدة في الابتكار في نماذج العمل تبدأ بعدم الاستنساخ والابتعاد عن النمطية ومشاركة الآخرين سواء الموظفين أو الشركاء في العمل على تصميم الفكرة وخلق نموذج عمل مبتكر من خلال العصف الذهني وهو أحد السبل، كما أن التغيير والتطوير شيء أساسي في نموذج العمل والتي يجب أن يبتعد فيها صاحب المشروع عن الجمود في النموذج، والانطلاق في الابتكار بنموذج العمل يجب علينا إيجاد نقطة للارتكاز عليها في البدء كما شرحت في المقالة السابقة فإن شرائح العملاء دائماً هي نقطة الارتكاز لدي ففهمي لاحتياجاتهم ومشاكلهم وآليات تعاملهم معها هو ما سيساعدني في خلق القيمة الحقيقية التي يبحثون عنها، وبالاعتماد على الموارد المملوكة للمشروع سواء كانت مادية أو فكرية وبشرية أو حتى العلاقات بالإمكان أن ابتكر في نموذج العمل دون إضافة مصاريف أو تكاليف إضافية بل على العكس سأستطيع خلق مصادر دخل جديدة لم تكن موجودة لديَّ، وكما أسلفنا فإن الابتكار في قنوات التواصل وعلاقات العملاء بالإضافة إلى القيمة المقترحة هي ما سأستمد منه استراتيجيات التسويق وآلياتها، وعليه فإنني أرى بأن الأسواق والمنتجات التقليدية ستذهب أغلبها دون رجعة وأن تصميم الفكرة والابتكار في نموذج العمل هو الحل لكثير من المؤسسات.