عودة الطلبة مقرونة بتعاونكم

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

Humaid.fadhil@yahoo.com

 

 

تنفس الصعداء الآباء والأمهات بعد سماع قرار اللجنة العُليا بالعودة التدريجية لطلبة المدارس، وذلك لأن المجتمع لم يعتد تحمل هذه المسؤولية العظيمة التي تقوم بها المدارس، وهذا يدل على الدور العظيم الذي تقوم به المدرسة والمعلم في تربية الأجيال الصاعدة وتأهيلها ودمجها مع المجتمع، وكذلك نحو بناء وإعداد جيل مثقف وواعٍ ، من خلال ما تبذله هذه الكوادر المخلصة من جهد ذهني وبدني ونفسي ومادي كبير  حتى تصل لهذه الغاية السامية.

عودة الطلبة لمقاعد الدراسة ترتب عليها ضرورة تطبيق إجراءات وقائية واحترازية كبيرة، إلا أنها حظيت بترحيب واستعداد من قبل الإخوة والأخوات بالهيئات الإدارية والتدريسية، وفي ذلك وجدت تغريدة جميلة نشرتها مديرة إحدى المدارس، وهي تحتفل بعودة طالباتها للمدرسة قائلة (أهلًا بالحياة، أهلاً بأنفاس مدرستنا الزكية، الحمد لله على نعمة العودة للمدرسة وطالباتنا يزينَّ مقاعد الدراسة، ويرفرف العلم مبتهجاً بأصواتهن العذبة).

وللأمانة حتى تكون عملية عودة الطلبة للمدارس ناجحة وسليمة من أي انتشار لفيروس كورونا، هناك ملحمة وطنية يبذلها المعلمون والإداريون والعاملون وممرضو الصحة المدرسية وشركات النظافة في كل مدرسة، ومعهم اللجان المتابعة لتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية من ديوان وزارتي التربية والصحة، وكذلك لجان ديوان المحافظات التعليمية والمديريات الصحية في كل محافظة، وخلال متابعتنا الميدانية حول تطبيق الخطة التنفيذية للإجراءات الوقائية والاحترازية لوثيقة البروتكول الصحي في كل مدرسة، نشاهد ونلتمس هذه الجهود المخلصة التي تبذل في كل يوم من أجل توفير بيئة آمنة لجميع المتواجدين في المبنى المدرسي.

توفير بيئة مدرسية صحية وآمنة يتم في مدارسنا ولله الحمد بجهود مخلصة واستشعار للمسؤولية الوطنية، باصات تتحرك مع إشراقة الشمس الباعثة لروح الأمل والتفاؤل، مراعين تواجد طلبة بعدد قليل في كل باص، وتباعد جسدي بين كل طالب وآخر، الوصول للمدرسة لكل من الطلبة والعاملين والهيئات الإدارية والتدريسية، يخضع لفحص يومي لدرجات الحرارة والتحقق من عدم وجود أعراض كالحمى والزكام، وكذلك الأمر هناك تطبيق للإجراءات الاحترازية والوقائية في تواجد الطلبة بالفصول الدراسية، وإرشادهم لأهمية التباعد الجسدي ولبس الكمامة وعدم استخدام الأغراض الشخصية للآخرين، وما تبعها من إجراءات أخرى تهدف لتوفير البيئة الآمنة وجو صحي نظيف وسليم، لذلك يجب أن نحافظ ونستشعر هذه الجهود لتستمر بإذن الله عملية العلم والتعليم.

ولحساسية الوضع نؤكد أن عودة بقية الصفوف (الثاني - الثالث - السادس - السابع - الثامن - العاشر) هي مقرونة بتعاون الجميع إن أردنا عودتهم في أقرب فرصة، ولنبدأ بالأسرة التي يجب أن تساهم في توعية أبنائها بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية المفروضة من قبل اللجنة العليا ووزارة الصحة ومعها تعليمات وإرشادات وزارة التربية والتعليم، كما يجب أن يكونوا حريصين على عدم إرسال أي طالب للمدرسة وبه أعراض كارتفاع درجة الحرارة والزكام وغيرها من الأعراض الأخرى، والطالب مطالب أيضاً أن يكون متعاونًا مع الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارات المدارس في سبيل توفير بيئة دراسية مطمئنة، وهكذا المسؤولية تتبع الجميع من سائقي الحافلات وشركات النظافة والعاملين بالمدارس، وبكل تأكيد الهيئات الإدارية والتدريسية حريصة بأن تلتزم بالبنود المرسلة بالبرتوكول الصحي الخاص بهم، من لبس الكمامة في بيئة العمل وعدم التواجد في الغرف الإدارية بعدد كبير وتجنب تناول الطعام بشكل جماعي، ولهم كل الشكر والتقدير على هذا التعاون الذي يمثل خير قدوة للعاملين والطلبة في المبنى المدرسي .

وختاماً نسأل الله القدير أن يحفظ الجميع من كل شر ومكروه، وأن هذا الالتزام في الإجراءات سيساعد بإذن الله في استمرارية التعليم المباشر في كل مدارس السلطنة، مع التأكيد على أن الوضع الحالي بعد العودة الثانية للطلبة لمدارسهم، يخضع للمتابعة والتقييم في مدى التزام الجميع بتطبيق البرتوكول الصحي من عدمه، وبإذن الله الجميع على قدر هذه المسؤولية الوطنية العظيمة، مع التأكيد بأنَّ عودة بقية الطلبة مرهونة بتعاون الجميع.