عامٌ على النهضة المتجددة

طارق بورسلي *

عامٌ مضى على رحيل السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- باني النهضة العمانية، وراعي السلام في المنطقة، وأيضا عام على تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في عمان، سائراً على النهج القويم لأسلافه، فهو خير خلفٍ لخير سلف.

وجلالة السلطان هيثم سلطان المرحلة الاستثنائية من عمر السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم؛ حيث كان تنصيبه مواكباً مع المتغيرات العالمية المفاجئة ومنها جائحة كورونا، والتي مثلت تحدياً أمام دول العالم ومنطقة الخليج العربي.

وأبرز ما اشتملت عليه قرارات جلالته في العام الأول، تنفيذ عدد من المشاريع التنموية في مختلف محافظات السلطنة بقيمة 371 مليون ريال عماني، إلى جانب إصدار العديد من القرارات لمواجهة جائحة كورونا (كوفيد 19).

كما قام جلالة السلطان هيثم بن طارق منذ أيام بإصدار نظام أساسي جديد للدولة، يحدد نظام الحكم وآلية انتقال ولاية الحكم؛ وذلك باستحداث منصب وليّ العهد، مما يعكس واقع نظرته الحقيقية والمدروسة للتغيير نحو النهضة الشاملة في مختلف جوانب الحياة لدفع عجلة التنمية المستدامة إلى الأمام؛ مما جعلني أشعر بالسعادة لهذه التوجهات السامية.

وبكل تأكيد، فإنَّ استحداث منصب وليّ العهد دليل على التحرك المواكب لرؤية "عمان 2040" والبدء بتنفيذ البرامج والمبادرات والمشاريع بنسق متكامل لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة، للتنويع الاقتصادي وتحقيق النمو الشامل في إطار زمني ليس ببعيد.

لقد استندت خطة التنمية العمانية إلى ارتكازات الدول المتقدمة ومصافها من خلال "مجتمع إنسانه مبدع" أي النهضة التعليمية، والأمن الصحي والثورة الصناعية الرابعة والبدائل الاقتصادية وتوجيه الموارد المالية لرفد الموازنة المالية، وبناء المدن المستدامة، وتوفير الفرص للكفاءات الوطنية، وريادة الأعمال، وتنمية النشء والشباب الصاعد عبر نشر منظومة الذكاء الاصطناعي، والأهم ما قام به جلالته -حفظه الله- بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين.

وترتبط السلطنة الشقيقة بالكويت بعلاقات متينة اللحمة، ومنها الأخوة والمصاهرة والتاريخ المشترك ووحدة المصير، فتحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق، ينشد الناشدون في دبلوماسية السلام والوئام التي يتمتع بها جلالته، فهو شخصية فذة التقى به أمير الكويت الراحل قائد الإنسانية -رحمه الله- صاحب الحنكة السياسية، ولقد قال له عند تقديم واجب العزاء رحمه الله: "قابوس ما مات وانتوا موجودين"، فأثنى الشعب العماني الشقيق، وقال: "هكذا هي لغة الملوك، شكراً".

عامٌ مضى على تولي راعي التجديد والنهضة العمانية المتجددة، وعامٌ جديد نسأل الله تعالى فيه أن يسدد خطى جلالته -أبقاه اللله- وأن يمنّ على الشعب العماني بالخير والبركات والتقدم والازدهار.

* كاتب كويتي

تعليق عبر الفيس بوك